علقت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية، اليوم، على قرار المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية والبحرين بسحب سفرائها من قطر احتجاجا على تدخل "الدوحة" في شؤونها الداخلية. مرجحة ألا يشعر العالم بأثر فوري لهذا القرار؛ لكن هذا التأثير سيمتد إلى نطاق المخاوف حول النفط والغاز الطبيعي وينعكس أيضا على الصراع السوري في ظل عدم التنسيق بين السعودية وقطر في عمليات دعم المعارضة. وذكرت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أن حالة الخلاف المستمرة منذ فترة بين دولة قطر ودول الخليج الأخرى حول ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين والدور التي تمارسه قناة "الجزيرة" القطرية انكشفت علنا في ظل تصريحات غاضبة وسحب السفراء. وأضافت الصحيفة أن هذه الدول وصلت إلى قناعة بأن الدوحة لا ترغب في إنهاء دعمها لجماعات تعتبرها متطرفة ومحظورة في المنطقة مثل دعمها الراسخ لجماعة الإخوان المسلمين في مصر حتى بعد خلع عضوها، الرئيس محمد مرسي، من رئاسة مصر. وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها يعتقدون أيضا أن قطر تستخف بالدور، الذي تلعبه إيران في دعم جماعات المعارضة الشيعية في شرق المملكة العربية السعودية والبحرين، في الوقت الذي انفجرت قنبلة من قبل مجموعة مسلحة من الشيعة يوم الاثنين الماضي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة في البحرين وعضو إماراتي في فريق قوة دعم أرسلتها دولة الإمارات والسعودية للمساعدة في قمع الاحتجاجات ضد العائلة المالكة البحرينية منذ ثلاث سنوات. وتابعت الصحيفة أن الصراع الممتد منذ فترة طويلة يعكس أيضا المنافسة بين قطر، وهي أغنى دول العالم من حيث دخل الفرد من جهة، والسعودية التي تقود الدبلوماسية الخليجية منذ عقود وحتى اندلاع ثورات الربيع العربي من جهة أخرى. واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة إن الولاياتالمتحدة وبريطانيا أعربتا عن أملهما في أن تنسق السعودية وقطر بشكل وثيق استراتيجيتهما بعد تولي الأمير تميم حكم قطر؛ لكن تلك الآمال قد تذهب أدراج الرياح على ما يبدو.