سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور| أهالي عزبة النخل بعد هدم بيوتهم: ضربونا ب"قنابل الغاز" وننام في العراء إحدى المتضررات: الحكومة وعدتنا بشقق بديلة عن العشش التي هدمتها لكنها لم تفِ بهذا الوعد
المشهد يبدو كارثيًا، بقايا ركام وامتعة متناثرة في أرجاء الطريق، أصوات الجراكات تزيل ما تبقى من آثار بيوت سكان العشش، وأصوات صراخ الأطفال الذين استقظيوا على مشهد مرعب لم يفيقوا منه بعد.. سكان عشش عزبة النخل الذين فقدوا بيوتهم، صباح اليوم، عقب مداهمة الشرطة لمنازلهم وتركهم في الشارع، وقفوا عاجزين عن فعل اي شيئ إلا الدعاء على من ظلمهم بجملة واحدة "حسبي الله ونعم الوكيل". الحاجة زوزو أحمد شعبان، دفعتها ظروف الحياة القاسية كي تسكن في إحدي العشش بمنطقة عزبة النخل، استقيظت في الصباح على أصوات الجرارت، التي جاءت لتهدم آخر ما تبقى لها في الحياة.. عشتها وبعض كرايبيها القديمة، هي أم ل 4 أولاد، بعد 30 عامًا وجدت نفسها في العراء، تنام تحت الكوبري؛ فلا ملجأ ولامأوى لها الحاجة زوزو البالغة من العمر 64 عامًا، أقصى أمانيها غرفة صغيرة "تسرتها"، ذاقت من البيروقراطية الأمرين، بعدما ذهبت إلى الحي تبحث عن اسمها بين كشوف الذين انقذتهم عدالة السماء بسكن؛ بعد أن هدمت الحكومة منازلهم؛ فلم تجد اسمها، ولم تجد ملاذ تلجأ إليه. تروي الحاجة منى محمد عبد الصادق، قصة هدم منزلها. حيث داهمت قوات الشرطة بصحبة رجال الحي العشش ونادت الأهالي لإخلاء عششهم. ظلت أم الأولاد الستة، صامدة أمام رجال الشرطة، وقالت لرجل الشرطة " ادفني في مكاني بس أنا مش هطلع"، لكن أجبرتها قوات الشرطة على إخلاء العشة، وألقت أمتعها في الشارع.. عاشت 10 أيام من الذل مع أسرتها في العراء، دفعتهم الظروف لبناء خيم من البطاطين التي تركتها لهم الشرطة؛ لتأوي إليها النساء، ويظل الرجال يحرسونهم طوال الليل. تؤكد الحاجة منى، أن الحكومة وعدتهم بشقق بديلة عن العشش التي هدمتها، لكنها لم تفِ بهذا الوعد؛ حيث أعدت الحكومة كشفًا بأسماء المتضررين، وقرر وزير الإسكان السابق إبراهيم محلب، توفير شقق لسكان عشش عزبة النخل في منطقتى المؤسسة و6 أكتوبر، مشيرة إلى أن الحكومة وقفت بجانب السكان المتضرين من سقوط عمارة العمرانية وخصصت "كردون أمني" لحمايتهم؛ ووفرت لهم مساكن في 6 أكتوبر بينما لم نجد عسكري واحد يحيمهم طيلة الأيام الماضية لأنهم "غلابة وفقراء". وتشير إلى أنها تمتلك أوراق قانوية، تثبت حقها وتعرضها للاعتداء، وقدمت مجموعة من البلاغات لضمان حقها، لكن كل هذه البلاغات دون جدوى، مؤكدة أنها طرقت كل الأبواب ولم تصل إلى نتيجة. هي الأن تطالب المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، أن يكون عادلاً وينظر بعين الرأفة لمطالبهم فهم مواطنون ولهم حقوق على الدولة، متسائلة عن الحقوق التي نص عليها الدستور، الذي صوتوا عليه بنعم منذ شهور ومنها حقهم في توفير سكن ملائم. وتحكى مدام أحكام المعاقة جسديًا عن ساعات الرعب قبل هدم منزلها من قبل قوات الشرطة، حيث استيقظوا في صباح اليوم على أصوات الرصاص، وقنابل الغاز المسيلة للدموع، التي أثارت الرعب بين صفوف الأهالي، وزرعت الخوف في نفوس الأطفال دون سابق إنذار لهم في مشهد يستدعي للذهن فض اعتصام رابعة، وأشارت أن الشقق المستحققة لسكان العشش وزعها الحي على غير المستحقين. أيضا تحكي هبة حاكم، الأم لثلاثة أطفال ما قامت به قوات الشرطة صباح اليوم، وهددت العشش على أخيها وكان بها أطفال رضع، لم تتجاوز أعمارهم ال 6 أشهر دون رحمة، وهما الآن في المستشفى، وأشارت إلى أن الشرطة عاملتهم " معاملة اليهود" لكنها لا تزال تبحث عن امل وتناشد المسؤولين إن ينظروا لهم بعين الرحمة.