يطلق الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الذي يواجه حركة احتجاج منذ 3 أسابيع، تخللتها أعمال عنف، اليوم، حوارا وطنيا، لكن بدون مشاركة أبرز شخصية في المعارضة. ولم يقدم الوريث السياسي للرئيس الراحل هوجو تشافيز، أية تفاصيل حول هذا المؤتمر (من أجل السلام)، الذي دعيت إليه كافة التيارات، الاجتماعية والسياسية والنقابية والدينية، لكن إنريكي كابريليس، المرشح الخاسر خلال الانتخابات الرئاسية في أبريل أمام مادورو، أعلن أنه لن يشارك بسبب "أكاذيب" الرئيس وقمع الشرطة للمتظاهرين ودعا مادورو في ديسمبر الماضي، رؤساء البلديات وحكام المعارضة إلى حوار حول موضوع انعدام الأمن، لكن لم يتابعه، إلا أن الرئيس مقتنع بأنه سيتم التوصل إلى اتفاقات كبرى، خلال هذا المؤتمر. ويأتي هذا المؤتمر، غداة مسيرة جديدة، دعا إليها الطلاب الفنزويليون، لكنها لم تحشد أعدادا كبرى، ما يدل على تلاشي حركة الاحتجاج، بعد ثلاثة أسابيع. وبلغت حصيلة الضحايا، منذ بدء الاحتجاجات، 14 قتيلا، بينهم ثمانية على الأقل بالرصاص و140 جريحا. ودعا قادة التحرك، الذي أطلق في 4 فبراير إلى التظاهر، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، في حي مرسيدس شرق العاصمة، وانتهت التظاهرة أمام السفارة الكوبية، احتجاجا على تدخل هذا البلد القريب جدا من الحكومة الفنزويلية. وركزت التظاهرات، التي يدعمها قسم من المعارضة، في بادئ الأمر، بشكل أاساسي على ارتفاع معدلات الجريمة، ثم توسعت إلى مطالب أخرى، تتعلق بالأزمة الاقتصادية والنقص في المواد الغذائية والمنتجات الأساسية، أو قمع الشرطة. ويطالب المتظاهرون أيضا، بالإفراج عن أشخاص اعتقلوا خلال هذه التظاهرات، بينهم ليوبولدو لوبيز المحتجز منذ أسبوع، والمتهم بالتحريض على العنف. وجمعت هذه الحركة الاحتجاجية 50 ألف شخص، السبت الماضي، بدعوة من أبرز شخصية لدى المعارضة انريكي كابريليس. وعادت الحياة إلى طبيعتها أمس، في كراكاس، وفتحت المتاجر والإدارات أبوابها، فيما بقيت بضعة شوارع فقط مغلقة بالحواجز، التي أقامها شبان مقنعون. وأعلن مادورو، أمام القلق، الذي عبرت عنه واشنطن، عن إرسال سفير إلى الولاياتالمتحدة سريعا، فيما لم يتبادل البلدان السفراء منذ عام 2010، وكان التمثيل يقتصر على مستوى قائم بالأعمال. وارتفعت وتيرة التوتر بين البلدين، خلال أسبوع، حيث أعلن الرئيس باراك أوباما أن "العنف بحق المتظاهرين الفنزويليين مرفوض"، الأمر الذي اعتبرته كراكاس: "تدخلا سافرا"، في شؤونها الداخلية.