قالت صحيفة جلوبل بوست إن تقديم رئيس تحرير الدستور للمحاكمة بتهمة "إهانة الرئيس" يعنى أن الرئيس مرسي يسير على خطى مبارك، وأضافت أن مرسي ألغى الحبس الاحتياطي لكن الاتهام والتهديد بالسجن مازال قائما، واعتبرت الصحيفة أن تزامن محاكمة عفيفي وإجراءات أخرى منفصلة مثل إغلاق قناة "الفراعين" يؤكد وجود خطة واضحة من جانب الإخوان لدعم سيطرتهم على الإعلام. وفي افتتاحيتها اعتبرت "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المظاهرات التي شهدتها مصر أمس الجمعة ضد أول رئيس منتخب علامة على تصميم المصريين على عدم التفريط في حق حرية التعبير وعلى أن الرئيس وجماعة الاخوان يجدون صعوبة في سماع أصوات المعارضة، وذكرت الصحيفة أن كثيرين من المصريين يشعرون بالقلق من احتكار السلطة من جانب الرئيس والجماعة، بالإضافة إلى المخاوف من فرض قيود على حرية الصحافة. وقالت الصحيفة إن تحريض بعض الصحف على العنف أمر لا يمكن التغاضي عنه، لكن في المقابل لا يجب اعتبار انتقاد السياسيين جريمة في بلد تطمح أن تكون دولة ديمقراطية، وأشارت الصحيفة إلى أن منتقدي الرئيس يخشون أن تكون الحملة ضد الصحفيين مقدمة لرقابة مشددة على كل جوانب الحياة، وأضافت أن "المصريين لم يطيحوا بديكتاتور مثل مبارك ليأتوا برئيس ينتهج نفس السياسات القمعية". ومن جانبها اعتبرت "هآرتس" الإسرائيلية القرارات التي صدرت مؤخرا بإغلاق قناة الفراعين ومصادرة عدد من جريدة الدستور ومحاكمة رئيس تحريرها محاولة من جانب الرئيس لتقييد حرية الصحافة وتحويلها لفرع تابع لجماعة الإخوان، وأضافت أن الخطوات الأولى للرئيس مرسي لا تبشر بالخير، وتوقع "تسفي برئيل" محلل شئون الشرق الأوسط في "هاآرتس" أن يخوض مرسي وحكومته صراعا قويا مع وسائل الإعلام الحديثة التي لم تعد تخشى أحدا وتعتبر نفسها صاحبة الفضل في اندلاع ثورة يناير. وأوضح "برئيل" أن قرار مرسي بإصدار قانون بمنع الحبس الاحتياطي في جرائم النشر وإفراجه عن رئيس تحرير جريدة الدستور يؤكد خوفه من ردود فعل الجمهور في ميدان التحرير، وفي وسائل الإعلام الجديدة غير الحكومية وغير الموجهة. وأضاف برئيل أن مرسي يستطيع حاليا أن يوجه الصحف الحكومية، ولكنه لن يستطيع ذلك إذا تم تحويلها لشركات قابضة مثلما يقترح أحد قيادات جماعة الإخوان، حيث ستتحول حينها إلى وسائل إعلام جماهيرية وليست حكومية، مما يعني تقلص السيطرة المباشرة للحكومة عليها، فضلا عن عدم سيطرته على الصحف الخاصة. ووجه برئيل انتقادا ضمنيا إلى الرئيس مرسي بمحاباة وسائل الإعلام الدينية بقوله إنه "إذا كان مرسي يسعى فعليا لمحاربة التجاوزات الإعلامية، فلابد أن يكون هناك من يعرض عليه أيضا المضامين المخيفة التي تظهر في المحطات الدينية"، وضرب مثلا على ذلك بالانتقادات اللاذعة التي وجهها داعية إسلامى عبر قناة "الحافظ" للممثلة إلهام شاهين، منوها بأن هذه القناة هي نفسها التي منحها الرئيس مرسي مقابلة خاصة قبل شهرين. أما صحيفة واشنطن بوست فقد وصفت مظاهرات الجمعة 24 أغسطس- التى تطالب بتقنين أوضاع جماعة الإخوان- بأنها اول احتجاجات ذات أهمية ضد مرسي منذ انتخابه، وذكرت الصحيفة أن المظاهرات لم تشهد إقبالا كبيرا، لكنها تعكس مخاوف بعض المصريين من سياسات الرئيس الاسلامي المنتخب وتعكس الفجوة العميقة وتباين الآراء في المجتمع المصري تجاه القضايا السياسية.