"595 يوما، 595 يوما، 1195 يوما".. الفترة الأولى، المدة التي قضاها دون تعاطي المخدرات، وتغلب حينها على إدمانه واحتياجه للمواد المخدرة، حتى شفي منها تماما، أما الثانية امتنع عن تدخين السجائر، والثالثة استطاع أن يؤسس لنفسه حياة جديدة ومختلفة بممارسة بعض الألعاب الرياضية بشكل أساسي، بعد رحلة طويلة من الإدمان والبعد عن حياته الاجتماعية والأسرية، ومرافقته لأصدقاء السوء، استطاع عمرو، 27 عاما، أن يعود إلى وعيه وحياته السابقة، ولكن هذه المرة أسس لحياة حياة صحية ورياضية، كما يسعى لاستكمال تعلمه الجامعي. أطلق "عمرو" على هذه الفترة من حياته "الغيبوبة"، لأنه ترك عمله وابتعد عن أسرته وقطع صلة الرحم بين معظم أقاربه، وكان يقضي معظم أوقاته في تناول بعض المواد المخدرات "كنت بنام الصبح الوقت اللي الناس صاحية فيه، واصحى في الوقت اللي هما نايمين فيه وكنت أقضي وقت في الشرب مع صحاب السوء اللي جروني أول مرة للسكة دي"، فبعد أن تذوق طعم المخدرات، انجرف إلى هذا الطريق السيء، وتبدلت أخلاقه وتغير نظامه يومه وحياته كلها "اليوم اللي مكنتش اشرب فيه بحس بصداع ومتعصب وحاسس أن في حاجة نقصاني ومكنتش ارتاح إلا لما اشرب". حياة قاتمة وسوداء وجد نفسه أسيرا لها لعدة سنوات طويلة وتبدلت هيئته وأصبح غير مهندم ومنظم "شكلي بقى عامل زي العفريت عيني بقى تحتها أسود، ده غير إن جسمي خس جدا وبقى شكلي وحش لأني مكنتش باكل على أد ما كنت بشرب مخدرات". صحوة العقل فرضت نفسها وسيطرت فجأة على «عمرو»، من بعدها قرر أن يغير حياته إلى الأفضل «بصيت لنفسي في المراية في يوم معرفتنيش واستغربت نفسي وإيه الشكل اللي بقت عليه ده مش أنا وأهلي مبقوش حواليا وصحابي مش هما دول بعدوا من ساعتها قولت لأ للمخدرات وبعدت ونزلت الجيم وبقيت العب وعملت جسم رياضي كويس جدا ومبقيتش أطيق حتى ريحة السيجارة، وكمان ناوي أكمل تعليمي لأن معايا دبلوم صنايع".