سادت حالة من التفاؤل، في أوساط المواطنين، نتيجة التراجعات الأخيرة في سعر بيع وشراء الدولار، البالغة 27 قرشا خلال يومين، لأول مرة منذ 9 شهور، آملين استمرار تراجع الدولار مقابل الجنيه، وانعكاس ذلك على أسعار المواد الغذائية. فيما استبعد تجار ومستوردون، استجابة الأسواق للتراجع بشكل فوري، وقالوا ل"الوطن"، إن عوامل أخرى تلعب أدوارا مهمة في عدم استجابة الأسواق للتغيرات السعرية، التي يشهدها الدولار حاليا. ونفى أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية للقاهرة، حدوث تأثير سريع لتراجع الدولار علي أسعار السلع في الوقت الراهن، وقال إن الأسواق تعانى ركوداً، وأن الدورة الاستيرادية تستغرق شهرا أو شهرين حتى يتضح تأثير تلك التراجعات على السلع والمنتجات، مشيرا الى أن الدواجن المستوردة، ستكون أول السلع المستفيدة من التراجعات، أما باقي السلع الغذائية، فإنها تحتاج إلي نفاد المخزون أولاً، على حد قوله. وأضاف "شيحة"، أن تراجع الدولار يساهم فى حدوث حالة من حالات الترقب، ويجعل هناك ارتباكا، وصعوبة في وضع سياسة تسعيرية مستقرة. واستبعد اللواء عفت عبد العاطي، رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية للقاهرة، حدوث أي تراجع فوري في أسعار السيارات المستوردة، وقال إن أي تغير سعري يجب أن يسبقه استقرارا في سعر الدولار. وقال يحيي زنانيري، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة، إن انخفاض الدولار سيؤثر على أسعار الملابس المستوردة، ولكن ارتفاع الدولار الجمركي على تلك المنتجات يقلل من تأثيره الإيجابي، مشيرا إلى أن أسعار الملابس المستوردة تتأثر بقوة في حال تراجع الدولار الجمركي. من جانبه، أكد عمرو حامد، رئيس شعبة البقالة بغرفة الجيزة، أن هناك عوامل أخرى تؤدي إلى عدم استجابة الأسواق للانخفاضات السعرية للدولار، على رأسها المخزون الراكد، موضحا أن نفاده يؤدي إلى التعامل بالأسعار الجديدة، وهناك حقيقة ربما قد تكون غائبة عند البعض، وهي "أننا كتجار لا نرضى بأسعار مرتفعة لسبب بسيط جدا، وهو أننا نريد أن نكسب فمن سيشتري بالسعر المرتفع"، على حد قوله. وأوضح يحيى كاسب، رئيس شعبة البقالة بغرفة القاهرة، أن السلع تخضع لآليات العرض والطلب، وليس من مصلحة التاجر ارتفاع الأسعار، لأنها تؤثر على مبيعاته، وتهبط بهامش ربحه في ظل أحوال المعيشة الصعبة حاليا، بجانب أن ارتفاع الأسعار يؤدي إلى تآكل رأس مال التاجر مع مرور الوقت، وهذه عوامل تؤثر سلبيا عليه، بالإضافة إلى أن السلعة ذاتها تمر بمراحل عديدة، حتى تصل إلى المستهلك النهائي.