بابتسامة تغمر وجهه ذو الملامح البريئة، يمسك بإحدى يديه بيد أمه، والأخرى يرفع إصبع"السبابة"، الملون بالحبر الفسفوري، وكل من يقابله يخبره قائلا، "أنا انتخبت زي ماما". حسن محمود، والدته أمية، دخل معها اللجنة، واختار "نعم" للدستور"، بدلا منها، وشاركها ووضع الحبر الفسفوري بإصبعه. حسن الذي لا يتعدي عمره العشر سنوات، مقتنع بضرورة أن يقول "نعم" للدستور، "أنا انتخبت ومسكت القلم بدل ماما علشان هي مش عارفه، وقولت نعم وحطيت علامة "صح" على اليمين، بعد كده حطيت صبعي في الحبر زيها". مشهد تكرر أكثر من مرة من قبل الأطفال، لكن عبد الرحمن، لم يقتصر على غمس إصبع واحد فقط، بل غمس العشر أصابع، قائلا بضحك، "مامتى مش بتعرف تقرأ ولا تكتب، انا اللي علمت على الورقة علامة "صح" قدام كلمة نعم ، وغمست إيدي كلها في الحبر، يعني "عشرة نعم"، مش نعم واحدة". ويروي عبد الرحمن، أنه رأى امرآة عجوز "أمية" تبكي وكانت تريد أن تقول "نعم" للدستور"، لكنها وضعت العلامة أمام "لا"، فقرر أن يدخل مع والدته حتى لا يتكرر نفس الموقف.