أسماء ناجى زيدان، بينها وبين الحبر الفسفورى «تار بايت» منذ الانتخابات البرلمانية والرئاسية، فمع سقوط النظام، وبداية الانتخابات، أصبحت أسماء تدخل المدرسة بغرض آخر غير الدراسة، وهو الانتخاب، لكن سنوات عمرها الثمانية تمنعها من التصويت، مع ذلك لم تيأس، وإن كانت لا تستطيع التصويت، فعلى الأقل بإمكانها أن تغمس إصبعها فى الحبر الفسفورى. «عندى 8 سنوات» تقولها بإحراج، وتكمل: «مش بعرف أقول رأيى فى الانتخابات لكن باجى مع ماما وهى بتنتخب، أنا فى الأجازة دلوقتى، السنة الجاية هاروح تالتة ابتدائى، مش عارفة ليه مش بيخلونى أنتخب، كل مرة أبقى عاوزة أقول رأيى لكن مش بعرف، جيت مع ماما فى الاستفتاء السنة اللى فاتت، وكنت عاوزة أقول نعم زيها هى وبابا، وفى الانتخابات اللى فاتت كان نفسى اختار محمد مرسى زيهم». وتتابع: «أنا جيت النهاردة ووقفت جنب الصندوق، ماعرفتش أحط ورقة زى ماما لكن قلت محمد مرسى فى سرى، أصله طيب، أنا بشوفه فى التليفزيون، مش هايدخل الإنجيل مع القرآن، زى أحمد شفيق، كمان ماما وبابا شايفين إنه كويس». كانت الثورة فرصة بالنسبة لأسماء كى تعرف معنى «انتخابات»، كان عمرها فى هذا الوقت سبع سنوات، وتلك هى المرة الرابعة التى تسمع فيها هذا اللفظ: «فى المدرسة ما قالوش لينا حاجة عن الانتخابات قبل كدا، ماكنتش أعرف يعنى إيه، لكن ماما قالتلى تعالى معايا نختار الرئيس، كنت عاوزة اختار لكن راجل كبير -القاضى- مارضيش يخلينى أدخل اللجنة، زعلت، كان نفسى أحط صباعى فى الحبر الفسفورى، المرة دى بقى قولت لماما عاوزة أجى معاكى، وجيت ودخلت اللجنة وحطيت صباعى فى الحبر الفسفورى، عشان أقول لأصحابى إن أنا انتخبت». تقول الأم: «أسماء أصغر ولادى، عشان كدا دايماً أخدها معايا الانتخابات، فرحانة بيها وبحب أعلمها عشان خاطر تشوف يعنى إيه انتخابات، وتعرف المسائل ماشية إزاى ولما تكبر تتعود على الانتخاب وعلى الإدلاء بصوتها».