شهدت تونس أعمال عنف ومحاولات لاقتحام مراكز أمن، وأعمال سلب ونهب، عقب استقالة حكومة حركة «النهضة» التابعة للتنظيم الدولى للإخوان، ما أثار العديد من علامات الاستفهام لدى السياسيين والنشطاء التونسيين. ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن ومجموعة من المحتجين فى حى التضامن بالعاصمة، وأقدم محتجون على نهب وتحطيم مقر لمؤسسة تحصيل الضرائب من المواطنين، إضافة إلى نهب بعض المحلات وتحطيم واجهة أحد البنوك، فيما تواصلت المواجهات لعدة ساعات بين قوات الأمن والمتظاهرين، واستخدمت القوات الغازات والرصاص المطاطى لتفريقهم. وأكد مصدر أمنى، لإذاعة «موزاييك» التونسية، أن قوات الأمن تصدت، مساء أمس الأول، لمحاولة اقتحام 200 شاب لمركز أمن بمنطقة «المرسى»، فيما وصلت تعزيزات أمنية إلى المكان لحماية المركز. وفى ولاية القصرين، التى شهدت الاحتجاجات الأبرز خلال اليومين الماضيين، قُتل شخص خلال محاولة مجموعة من المواطنين اقتحام المركز الحدودى نحو الجزائر. وتضاربت الأنباء حول مصدر الرصاصة، فيما أكد مصدر مسئول إصابة فرد أمن بالمركز تم نقله على وجه السرعة للعلاج فى الجزائر. واندلعت حالة من الغضب فى ولاية «صفاقس»، بعد أن رمى مجهولون عمداً أحد المواطنين من طابق إحدى العمارات فى منطقة «الناصرية» ب«صفاقس» المعروفة بكثرة تردد السياح الليبيين عليها. وزادت حالة الاحتقان الشديد بعد أن انتشرت أنباء عن أن المجهولين يحملون الجنسية الليبية، ما دفع عددا من المواطنين إلى تحطيم سيارات ليبية فى المنطقة. وفى اتصاله مع «الوطن»، قال وليد زروق النقابى الأمنى التونسى، إن «أعمال العنف التى ظهرت بعد استقالة الحكومة تثير علامات الاستفهام، ولا يمكن تحديد المسئول عنها الآن، لكن هناك من يدفع تونس للاقتتال الداخلى. محاولة اقتحام بعض المراكز الحدودية يخدم الجماعات الإرهابية التى تتربص بتونس». وحول ما أثاره النشطاء السياسيون حول وجود قناة «الجزيرة» فى مقر الأحداث، قال «زروق»: «هذا أمر آخر يثير علامات الاستفهام لدينا، قبل كل حالة تكون قناة (الجزيرة) موجودة فى مقر الأحداث بل وتقوم بتغطية على الهواء مباشرة، حتى قبل أن يتحرك أى أحد». من جانبه، قال محمد بن نور مؤسس حركة «تمرد تونس»، تعليقاً على نقل «الجزيرة» للأحداث، إنه «إذا وجدت (الجزيرة) فى مناطق الاحتجاجات والاشتباكات، فاعلم أنها ليست لا احتجاجات ولا انتفاضة ولا ثورة، بل مؤامرة واضحة المعالم». وأضاف: «إرهاب (النهضة) وحركة (وفاء) والسلفيون وحزب (المؤتمر) وراء أعمال السرقة والنهب لإطالة عمرهم، ولا بد من إزالة الإرهاب من تونس بالكامل، وإلا فعلى تونس السلام». من ناحية أخرى قال عبدالوهاب معطر، وزير التجارة فى حكومة على العريض المستقيلة، إنه إذا استمرت حركة النهضة التونسية فى الاستئثار بالحكم، فإن تونس قد تشهد حدوث سيناريو مشابه ل«السيناريو المصرى»، وأشار السياسى التونسى والقيادى فى حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، خلال لقائه مع الإذاعى التونسى «مهدى كاتو» فى إذاعة «إكسبريس إف إم» التونسية، إلى أنه سعيد بأنه قد تخلص من منصبه كوزير للتجارة فى مثل هذه الظروف بعد استقالة الحكومة، وأضاف «معطر» أن السياسى «مهدى جمعة» رئيس الوزراء الجديد، قد تظاهر فى أول خطاب له بمناسبة تعيينه الرسمى بالتفاؤل والثقة بالنفس والاستقلال السياسى.