لمحتها فسقط قلبي وصار أشلاءً، طار عقلي فلم أعد أجد له عنوانًا، توقفت للحظات حتى أستطيع أن أستجمع قواي التي غابت عني في غمرة الأحلام وتناثرت في كل مكان ولكن كيف وأنا لأول مرة أرى مثل هذه العيناء الكاعب التي أصابت فؤادي بمجرد نظرة عابرة؟!! لقد اختلط جمالها بجمال الطبيعة حتى ظننت أنني أعيش في كوكب آخر غير الذي أعيش فيه، امتزجت بسمتها التي كما الينبوع العذب الذي لا يروي الظمآن من روعة عذوبته حتى التقت مع النسمة الحانية تحت أشعة الشمس في وقت الغروب حتى سرى في قلبي إحساس بالدفء والطمأنينة، لا أعتقد أن الأمر مجرد نظرة لقد التقت روحي بروحها فسمت إلى سماء غير السماء. كان الأمر سريعًا، لقد أوشكت على الاقتراب مني مع زميلة لي ولكني لم أرَ في هذا الوقت غيرها فقد سيطر عبيرها على الوجود حتى ظننت أنه لا أحد على هذا الكوكب سوانا. تصافحنا وجلست وحاولت أن أختلس منها بعض النظرات على أمل أن أطفئ ظمأي ولكن لم يفلح الأمر فعلى ما يبدو أنها قد لاحظت فخفق قلبي فبادرتها بابتسامة الملهوف وإذا بالابتسامة ترتسم على وجهها حتى ظهر ثغرها فانسكبت روحي في قوارير العشق. وكيف يمكن أن تتماسك روحي وقد أصابت نظراتها مني ما أصابت حتى تساءلت نفسي هل يمكن للحور أن تسكن الأرض وتترك الجنان؟!! طلبت من زميلتي سريعًا أن تعرفني إياها. إنها جميلة تعدى حُسنها حُسن الجميلات. التقينا أكثر من مرة بعدها تبادلنا الحديث لساعات، رأيت معها زقاقات القاهرة وكأني أراها للوهلة الأولى بل وكأنني طفل أتلمس الحياة بأسرها لأول مرة ولكن كانت دائمًا ما تزعجني الأصوات التي كانت تردد نفس الكلمات "ارجع ولا تتوهم فليس لك من هذه الحورية نصيبًا" ولكن روحي الأسيرة أبت إلا أن تلاحقها، وأخيرًا فطنت جميلة لما أرمي إليه، فأهدتني بعض الهوى ولكن لم يكتمل الأمر فقد كانت على موعد سفر وكأن الحور لا تسكن إلا الجنات، غابت عني جميلة فغابت عني شمس الحياة.