زحام كبير من طلاب جامعة عين شمس أمام البوابة الرئيسية، أعمدة البوابة ملطخة بكتابات مناهضة للجيش والشرطة والأمن الإدارى للجامعة، بجانب عبارات «رابعة رمز الصمود»، و«طلاب ضد الانقلاب»، أفراد أمن الجامعة يفحصون بطاقات تعريف الطلاب باهتمام بالغ قبل دخولهم الحرم الجامعى، ويمنعون أى شخص من دخول الجامعة إذا كان لا يملك ما يدل على كونه طالباً فى الجامعة، يرتدون زياً موحداً ويتجولون أمام البوابة، الأمور خارج وداخل الجامعة تبدو هادئة جداً، لا يوجد ما يعكر صفوها، حيث سادت حالة من الهدوء نطاق الحرم الجامعى، بعد ساعات قليلة من اشتباكات قوات الأمن مع طلاب إخوان جامعة عين شمس بالقرب من وزارة الدفاع، بعد أن قطعوا شارع الخليفة المأمون، وتوجهوا إلى الوزارة ورددوا هتافات مناهضة للجيش والفريق عبدالفتاح السيسى، لكن قوات الأمن نجحت فى تفريقهم بالغاز المسيل للدموع. استبعد عبدالفتاح محمد، طالب بالفرقة الثالثة كلية تجارة، قيام طلاب الإخوان بتعطيل الدراسة بالجامعة أو منع الطلاب من تأدية امتحانات الفصل الدراسى، وقال «عددهم مش كبير، مش هيعملوا حاجة» عدد طلاب الإخوان قليل جداً بالمقارنة مع إخوان جامعات الأزهر والقاهرة وحلوان، وأضاف: ينظم طلاب الإخوان بالجامعة حوالى 3 مظاهرات كل أسبوع، تبدأ بشكل مفاجئ، ولا يتم عمل حشد لها قبل الوقت المقرر بفترة طويلة، يشارك فيها مئات الطلاب ليس كلهم من الإخوان، ولكن من المتعاطفين معهم، ويرفعون خلالها شعارات رابعة العدوية ويرددون هتافات «الداخلية بلطجية» و«لا للانقلاب» و«يا نجيب حقهم يا نموت زيهم»، تطوف المظاهرة شوارع حرم الجامعة الرئيسى التى توجد بها كليات «الحقوق والعلوم والآداب والحاسبات والمعلومات»، ثم تتوقف أمام مبنى إدارة الجامعة بقصر الزعفران حتى تفض نفسها أو يضايقهم الطلاب المعارضون للإخوان والمؤيدون للفريق السيسى وخارطة الطريق. يكمل «عبدالفتاح» حديثه، قائلاً «تستمر المشادات الكلامية بين الجانبين فترة قصيرة من الوقت ثم تتطور إلى اشتباكات بعد أن يقذف أحد الطرفين الآخر بقطعة من الحجارة، أمن الجامعة لا يستطيع التدخل لفك الاشتباكات لأنه ضعيف وأعداده قليلة وتعد على أصابع اليد الواحدة، ولا يستطيع منع الطلاب خارج الجامعة من الانضمام إلى المسيرات داخل الجامعة، لأنهم يدخلون من بوابة السيارات عندما تكون أعدادهم كبيرة، وبالتالى لا يستطيع مواجهتهم، ويفضل الابتعاد عن المشكلات ويؤثر السلامة «فيه خناقات كتير بتحصل داخل الجامعة بين البلطجية بالأسلحة، الأمن ما بيقدرش يواجهها. أحمد حسين، طالب بالفرقة الثانية كلية تجارة، يقول «أخفق طلاب الإخوان العام الماضى فى انتخابات اتحاد الطلاب، ولم يفوزوا إلا بالفرقة الثالثة لأنهم كانوا «مكروهين» جداً، وكانت لهم أسرة داخل الكلية اسمها «كنوز»، أما السلفيون فكان لهم أسرة أخرى اسمها «أحلى حياة» لكن تم إيقاف نشاط الأسر فى بداية العام الدراسى الحالى»، وأضاف أحمد قائلاً: الخريطة السياسية داخل الجامعة تقول إن غير المنتمين لأحزاب سياسية أو «حزب الكنبة» يمثلون النسبة الأكبر بين الطلاب، وتقدر نسبتهم بحوالى 60%، أما مؤيدو الفريق أول عبدالفتاح السيسى وخارطة الطريق مع «الفلول» فتقدر نسبتهم ب30% والنسبة الباقة تتوزع على الإخوان والحركات الثورية الأخرى. بينما قال زميله باسل أشرف، الطالب بالفرقة الأولى بكلية الحقوق: رغم وجود مظاهرات داخل الحرم الجامعى بشكل غير منتظم، فإن الدراسة تسير بشكل طبيعى جداً داخل المدرجات حتى فى أوقات تنظيم المظاهرات «المظاهرات بتكون شغالة بره، والدراسة شغالة فى الداخل عادى»، بداخل الجامعة لا توجد بوسترات دعائية لصالح الإخوان، الأمن لا يسمح بوجودها وهذا لا ينفى وجود بعض الكتابات المناهضة للفريق السيسى، بينما قام طلاب التيار الشعبى بلصق «بوسترات» تؤيد الدستور الجديد على السور الخارجى للجامعة فى وقت مبكر جداً قبل الاستفتاء على الدستور بشهر كامل.