فى الوقت الذى ينشغل المجتمع بقضايا تمكين المرأة وتمثيلها فى المجالس النيابية، تتعرض وليات الأمور فى المدارس القومية للتعنت الشديد من إدارات بعض المدارس، بعد تطبيق قرار منع ترشح السيدات أو الإدلاء بأصواتهن فى انتخابات اختيار مجالس أمناء المدارس، لتبقى المجالس «للرجال فقط». مدرسة «قومية 6 أكتوبر» أبرز المدارس المتضررة من القرار، حيث كان من المفترض أن تنعقد الجمعية العمومية لانتخاب مجلس أمناء المدرسة فى 9 أكتوبر، وفوجئ أولياء الأمور باتصال من المدرسة يفيد بأنه لن يتم قبول ترشح السيدات فى الانتخابات، بحجة أن الولاية التعليمية من حق الأب، بناءً على قرار وزارى 289 لسنة 2011. الدكتورة نهاد سمير، إحدى المرشحات لعضوية مجلس أمناء المدرسة، أكدت ل«الوطن» أن المدرسة تعانى من مشاكل إدارية كبيرة، وبدلاً من إصلاحها يزيدونها مشكلة جديدة. أضافت «نهاد» أن المدرسة تحارب انتخاب مجلس أمناء جديد منذ نحو 3 سنوات، وفى هذا العام توجه 22 ولىّ أمر، رجالاً وسيدات، وطالبوا مدير المدرسة ورئيس مجلس الإدارة بتفعيل مجلس الأمناء، وتم فتح باب الترشح، حتى ظهر هذا القرار المفاجئ، الأمر الذى دفع «نهاد» إلى التوجه إلى وزارة التربية والتعليم، وقابلت مستشار التربية الاجتماعية بالوزارة، صلاح سمرة، الذى أكد خطأ هذا القرار. كما حصلت على فتوى من إدارة الفتوى بالشئون القانونية فى وزارة التربية والتعليم، تفيد بأن السيدة من حقها الترشح، ولكن المدرسة تجاهلتها. من جانبه، أوضح مدحت مسعد، رئيس المعاهد القومية بوزارة التربية والتعليم، أن المعاهد القومية تدخلت لحل المشكلة، وتم إصدار فتوى من مستشار التربية الاجتماعية بالوزارة، للسماح للسيدات بالترشح إذا تعذر وجود الأب، وغير مسموح لأى مدرسة بالتصرف عكس ذلك.