أسوار متهالكة، سقط بعضها وبقى البعض الآخر صامداً فى وجه الزمن.. السور يميل للداخل متأثراً من ثقل حمل تلال القمامة التى تتراكم إلى جواره، هذا هو حال مدرسة الزارعة التى تتوسط مدينة الإسماعيلية، ويتخذ جامعو القمامة والكراتين والأخشاب أسوارها ملجأ لهم ومكاناً لتخزين وتشوين ما يجمعونه إلى جوارها، كما اتخذوا من أسوارها موضعاً لعربات الكارو وحميرهم وخيولهم، التى يختلط صهيلها ونهيقها مع أصوات أجراس الحصص الدراسية. «منذ أكثر من 7 سنوات وأكوام القمامة تحاصر مدرسة الزراعة، الموجودة فى حى العبور بالبلابسة».. هكذا قال «تاج الدين أحمد»، الذى يؤجر دكاناً متاخماً لسور المدرسة، ويقول إن سور المدرسة أصبح مقلباً رئيسياً للقمامة فى مدينة الإسماعيلية، حيث تأتى إليه عربات القمامة الخاصة بالحى لنقل القمامة منه. «تاج الدين»: الزبالة تحاصر المدرسة منذ أكثر من 7 سنوات.. و«محمد»: عربيات الحى بترمى النفايات هنا وتابع «تاج الدين» أنه منذ 11 سنة تقريباً كان المقلب فى السور المواجه لسور المدرسة، ولكن تم نقله ليكون بجوار سور المدرسة لعمل أكشاك يؤجرها الحى للشباب موضع المقلب القديم، حتى تحول الشارع بأكمله إلى مقلب كبير. «تاج الدين»، الذى توجه للمحافظة قبل سنوات وحصل على موافقة منها لاستئجار الكشك، بعد تنظيف موقعه وإزالة ما كان به من أكوام قمامة، قال: «نضفت المكان بنفسى وحولته لمكان أكل عيش»، مشيراً إلى أن الدولة لديها فرصة لتحويل هذا الموقع لأكشاك للشباب مثل الكشك الذى أجره، ولكن لا أحد يفكر أن فى هذا منفعة للشباب وفى الوقت نفسه سيمكنهم من حماية الطلاب من الفيروسات والأمراض التى يحتمل الإصابة بها نتيجة وجود القمامة. أما «مصطفى أبوصالح»، صاحب كشك مجاور للمدرسة، فقال إن أكوام القمامة الآن تعد قليلة بالنسبة لما كانت عليه من قبل بجوار مدرسة الزراعة، لأنه فى بعض الأحيان تكون أكوام القمامة أعلى من السور نفسه: «دى كده تعتبر رحمة»، مشيراً إلى أنه لا يوجد مكان فى حى العبور بأكمله لإلقاء القمامة سوى سور مدرسة الزارعة: «المفروض الدولة تخصص مكان مناسب بعيد عن المدرسة عشان يكون مقلب». وقطع حديث مصطفى «محمد على»، أحد سكان المنطقة، الذى قال إن مقلب القمامة من الأساس لم يكن مقرراً له أن يكون بجانب سور المدرسة ولكن وضع صندوق القمامة قبل سرقته أمام باب المدرسة وقيام الأهالى بإلقاء القمامة بجوار الصندوق أدى إلى تكون هذه الأكوام بجوار السور وليس بجوار الباب: «تخيل لما الحى يحول باب المدرسة لمقلب زبالة يعنى المفروض الزبالة دى كلها كانت تسد باب المدرسة أصلاً لو الناس رمت زى ما هما كانوا مخططين».