بركة من المياه الضحلة تحيط بجنبات مدرسة السلام الإعدادية بنات.. الخروج من بوابة المدرسة مغامرة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للطالبات، لأنه يتحتم عليهن عبورها بالمرور فوق قطع من الحجارة وقوالب من الطوب وضعها الأهالى لتيسير مهمة الدخول والخروج من المدرسة، التابعة لحى السلام، بمحافظة الإسماعيلية.. بمجرد الاقتراب من المدرسة، تتعرض لصدمة عصبية بسبب الرائحة الكريهة التى تزكم الأنوف لأن بركة المياه تحيط ببوابة المدرسة وأسوارها، هذه المياه تتسلل من بالوعات للصرف الصحى الخاصة بالمنازل المتاخمة لموقع المدرسة، ورغم محاولات الأهالى المستمرة حل الأزمة والتواصل أكثر من مرة مع المسئولين بالحى، إلا أن الإهمال ما زال حائلاً بينهم وبين العيش بعيداً عن التلوث والأمراض. «أميرة»: «ممكن السور ده يقع فوق دماغ الطالبات» أميرة شكرى، سيدة ثلاثينية، تمتلك حضانة للأطفال متاخمة للمدرسة، تتابع عن كثب بشكل يومى معاناة الأطفال أثناء الخروج من المدرسة، بجانب ما يعانيه أطفال الحضانة التى تمتلكها، وتقول إنهم أبلغوا الحى أكثر من مرة، وقاموا بالفعل بتسليك البالوعات، ولكن سرعان ما عادت للتسريب مرة أخرى، مضيفة أنها تشفق على الأطفال فى المدرسة وحضانتها، من الرائحة العفنة التى تخرج من البركة، وما صنعته من بيئة مناسبة لنمو الأمراض والفيروسات، التى تهدد الأطفال والتلاميذ والطالبات بشكل يومى، خلال رحلتهم لدخول المدرسة والخروج منها. «شكرى» قامت بمساعدة جيرانها بنقل الكثير من العربات المملوءة بالرمال والردش لردم البركة، ولكن دون جدوى، فسرعان ما تعود المياه لتغرق الشارع مرة أخرى، رغم أن الكثير من المسئولين جاءوا للمنطقة، ولكن دون إيجاد حل للأزمة. تتحرك «أميرة» مسرعة لتخرج من مقر حضانتها، وتشير إلى سور مدرسة الطالبات، المتشبع بالمياه قائلة: «كلها كام سنة وممكن السور ده يقع فوق دماغ الطالبات لأن الأزمة ليست وليدة هذه الأيام، ولكنها مستمرة منذ 6 سنوات دون حل». «نوسة»: الشارع تحول لبركة صرف ومقلب «زبالة».. و«أحمد»: الحيوانات تطارد الطالبات أما «نوسة محمد» فتعيش فى البناية المجاورة للمدرسة، حيث دأبت هى وجيرانها على محاولة شفط المياه باستخدام العربات، ولكن تعود لتملأ شارع «الشيماء» المواجه للمدرسة مرة أخرى، وتقول إن الوضع الموجود الآن هين مقارنة بفترات سابقة، حيث كانت المياه تدخل المنازل وتغرق شققهم بالكامل مضيفة: «لو استنينا حتى الليل هتلاقى المياه غرقت البيت اللى فوقنا، وفيه ناس كتير من أهل البيت سابوه وعزّلوا عشان مية المجارى ونفسنا مسئول واحد يشوف لنا حل». «الحاجة نوسة» تقول إنهم وإدارة المدرسة اشتكوا أكثر من مرة لرئيس الحى، الذى حضر بنفسه وأشرف على إصلاح المجارى، لكنها عادت مرة أخرى فقال لهم إنه لا حل للأزمة، بسبب انخفاض مستوى شارع المدرسة عن باقى المنطقة، وبمجرد تضرر أى جزء من الشبكة فى المناطق المجاورة، ينجرف الصرف الصحى ناحية شارعهم ذى المستوى المنخفض. وأضافت أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل تحولت بركة مياه الصرف الصحى لمقلب للزبالة، بسبب الإهمال: «تخيل الشارع تحول لبركة صرف صحى ومقلب زبالة»، وتشير إلى الحجارة التى تتوسط البركة وتقول إن أهالى الشارع وضعوها لمساعدة الطالبات للخروج من المدرسة. «هذه البركة تحولت لخليط من مياه الصرف الصحى والقمامة، وكانت تستقبل الكثير من الحيوانات النافقة والحية التى أصبحت البركة ملاذاً لها، تستقبل الطالبات كل صباح وتطارد بعضهن فى الكثير من الأحيان»، هكذا تحدث «أحمد إبراهيم» الشاب العشرينى الذى يقطن فى أحد المنازل المجاورة للمدرسة، مضيفاً أن منزله يغرق بمياه الصرف الصحى بشكل يومى، ويضطر هو ورفاقه من شباب الشارع للوقوف بشكل يومى لمساعدة طالبات المدرسة فى عبور البركة، خوفاً من سقوط إحداهن فى المياه، خاصة أن كل سبل حل المشكلة لم تؤت ثمارها.