أصيب عشرات المتظاهرين وقُتل بعضهم، جراء إطلاق الرصاص الحى عليهم من قِبل قوات الأمن لتفريقهم، بعد محاولتهم اقتحام قسم الأزبكية أمس، وذلك خلال مليونية «جمعة الغضب الثانية» التى دعا إليها تنظيم الإخوان وبعض قوى الإسلام السياسى، احتجاجاً على فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة. بدأت الاشتباكات، بعد أن أحرق بعض المتظاهرين أسفل كوبرى «رمسيس» «كراتين وأغراض الباعة الجائلين الموجودين أسفل الكوبرى»، وردت الشرطة بقصفهم بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحى من داخل القسم. ولقى 2 من المتظاهرين مصرعيهما إثر اشتباكات وقعت بين أنصار الرئيس المعزول وقوات الأمن أمام قسم شرطة الأزبكية بعد محاولة اقتحام القسم من قِبل أعضاء تنظيم الإخوان، ثم فتحت الشرطة النار من داخل القسم على المتظاهرين لتفريقهم، إلا أنهم ردوا برفع المصاحف. ونشبت أيضاً اشتباكات حادة بين اللجان الشعبية بمنطقة الأزبكية والمتظاهرين، وصلت إلى حد التراشق بالطوب والمولوتوف، بسبب محاولات المتظاهرين اقتحام القسم، وترديدهم أن «البلطجية يريدون اقتحام الميدان»، فيما رد الأهالى عليهم بقولهم: «حسبنا الله ونعم الوكيل». وتجمّع عشرات الآلاف من تنظيم الإخوان وحلفائه من التيار الإسلامى أمام مسجد الفتح برمسيس ضمن فاعليات مليونية جمعة الغضب الثانية، لرفض ما وصفوه بمجزرتى «رابعة والنهضة، وطالبوا بمحاكمة الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، على ما وصفوه ب«مجزرة قتل المتظاهرين» خلال فض اعتصامى رابعة والنهضة. وشدد المتظاهرون على أنهم مستمرون فى ثورتهم الإسلامية، ولن يعودوا عنها إلا بعد عودة محمد مرسى للحكم، وعودة العمل بدستور 2012 ومحاسبة قادة فعاليات 30 يونيو وتطبيق شرع الله، ورفع المتظاهرون أعلام مصر والسلفية الجهادية وتنظيم القاعدة وصوراً ل«مرسى»، فضلاً عن أعلام الإخوان، وردّدوا عدة هتافات منها: «الداخلية بلطجية، وبالروح والدم نفديك يا إسلام، وإسلامية إسلامية لا شرقية ولا غربية، وسيسى يا سيسى مرسى رئيسى، وسيسى خائن سيسى عميل». وشهد ميدان رمسيس حالة من الاضطراب بعد مرور طائرات هليكوبتر تابعة للقوات المسلحة واستمرت فى التحليق على شكل دائرى، وهو ما قابله المتظاهرون بالهتاف «بالروح والدم نفديك يا إسلام». ومنع المتظاهرون بعض القنوات من الوجود، ووصفوها بأنها إعلام الفتنة، بينما سمحوا للإعلام الأجنبى بالتصوير، فيما اضطر مراسلو القنوات المصرية إلى اللجوء إلى أسطح العمارات، خوفاً من تعرّضهم لأذى. ونشب خلاف بين أهالى المنطقة والمتظاهرين، واتهموهم بأن ما يفعلونه ليس من الإسلام فى شىء، وهو ما قابله المحتجون بغضب، وطلب بعضهم من بعض الرافضين لهم عدم الوجود فى الميدان وإلا التعامل معهم بعنف. وأطلق المتظاهرون كميات كبيرة من الألعاب النارية والشماريخ، خصوصاً من جانب ألتراس نهضاوى، واستمروا فى الهتاف ضد «السيسى» ووزارة الداخلية. وشهد ميدان رمسيس شللاً مرورياً تاماً، الأمر الذى أثار سخط المواطنين بشدة، ووصفوا المتظاهرين بأنهم ليسوا مسلمين، بينما قال أحد المتظاهرين ل«الوطن»: إن القوات المسلحة والداخلية مسئولان عن حرق الجثث والمساجد وقتل السلميين المعارضين لهم، فهم أعداء للإسلام»، مشيراً إلى أنهم لن يسمحوا لأحد بأن «يعلمن الدولة أو يعادى الإسلام إلا إذا كان ذلك على أجسادهم». وانضمت مسيرتان للمتظاهرين قادمتان من شارع الجلاء، واستقبلهم المتظاهرون ب«أهلا أهلا بالثوار مرحب مرحب بالأحرار»، وسيطر الإخوان على مسجد الفتح، حيث جرى استبدال خطيب الجمعة بالدكتور صلاح سلطان الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والقيادى الإخوانى الذى هاجم الجيش فى خطبته وشبّه الفريق السيسى بفرعون مصر والدكتور محمد مرسى بسيدنا موسى عليه السلام. وقال خلال خطبته: إن الله سيغلب السيسى الفرعون، وسينصر محمد مرسى ومن معه ويغرق هؤلاء الظالمين»،