أنا الأستاذة رباب أخصائية نفسية في إحدى المستشفيات بدولة عربية شقيقة.. وبما إني مصرية فبيتوافد عليا كتير من المصريين طمعا في دردشة أو الفضفضة أكثر منها استشارة طبية.. وطبعا لأننا جميعا مغتربين وقصصنا وشكوانا بتدور في فلك الغربة.. فأنا أسميت عيادتي عيادة المغتربين. كل مرة هحكي لكوا قصة.. وهخليكوا تشاركوا أصحابها حيرتهم وأوجاعهم. النهارده بقى هنرجع لقصص الحموات ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم.
"هي فلوسه ولا فلوسك"
- صباح الخير يا رباب - غادة.. معقول! إيه المفاجأة الحلوة دي.. فينك يا بنتي 3 شهور ولا حس ولا خبر - غصب عني أنا مشغولة على الآخر وطلعان عيني - ليه خير - أنا مش قولت لك إن حماتي جاية -آه صحيح.. هي لسه عندك من ساعتها! - أيوه لسه.. أنا خلاص مش قادرة حراااام هموت من التعب.. أنا عملت نفسي تعبانة عشان جلال يجيبني المستشفى وآجي أقعد معاكي شوية هطق خلاص - طب اهدي طيب - بتضحكي ربنا يسامحك - إنتي كل مرة بتعملى الغارة دي وأول ما جلال يقول لك هجيبها تقولي هاتها.. وبعدين تعيطي - ما أنا هعمل إيه ما هي مامته برضه - طب خلاص مش هضحك احكي لي بقى - إنتي عارفة.. لو على شغل البيت أنا استحمل مش مهم هي ضيفة برضه ولازم اكرمها.. بس المشكلة في حرقة الدم مش قادرة استحملها.. بتعاملني على إني شغالة.. الكوباية ما بتشيلهاش من مكانها.. لو حد من الولاد عيط ما تشيلوش.. تندهلي أنا اشيله.. حتى لو حاطة حاجة في الفرن وغصب عني مثلا نسيتها.. تسيبها تتحرق وتقول لي إنتي فين إنتي نايمة على ودانك - يا بنتي ست كبيرة وغصب عنها يمكن مش قادرة - إنتي عارفة لو تعاملني زي بنتها أنا عمري ما اشتكي.. بس المشكلة يا رباب إني بعد كل ده بيتعاملوا معايا على إني غريبة.. وإن ده ابنهم ودي فلوس ابنهم وأنا ماليش حق اتكلم خالص - إزاي يعني - أول إمبارح كان جلال بيحكي لي عن واحد ناصب عليه في مبلغ من فترة وكان بيفكر يعني يبلغ عنه ولا لأ.. طبعا أنا قعدت أقول له لازم تبلغ عنه ده حقك دي فلوسك.. حرام.. ردت عليا حماتي العزيزة هي فلوسه ولا فلوسك.. هو حر يعمل اللى عايزه.. حسيت بدش مية ساقعة نزل على دماغي.. أنا المهندسة اللي متعلمة زيي زي ابنها بالظبط عشان مش بشتغل يبقى ماليش أي صفة.. وماليش حتى حق إني اتكلم.. يعني أنا غربتي دي مالهاش تمن.. عمري اللي بيضيع ده مالوش تمن - معلش هدي نفسك.. هو كلام صعب.. بس دي ست كبيرة وشوية وهتمشي استحمليها عشان خاطر جلال.. هو عمره ما ضايقك ولا قال لك كلمة زي دي - ربنا يصبرني بقى.. رباب اكتبي لي أي حاجة تنيمني ينوبك فيا ثواب.. بدل ما ارتكب جناية - مش هينفع يا فالحة عشان الرضاعة.. اصبري بقى مفيش فايدة
خلصت حكايتنا النهاردة. انتظرونا في الحلقة القادمة من عيادة المغتربين.