أنا الأستاذة رباب أخصائية نفسية في إحدى المستشفيات بدولة عربية شقيقة.. وبما إني مصرية فبيتوافد عليا كتير من المصريين طمعا في دردشة أو الفضفضة أكثر منها استشارة طبية.. وطبعا لأننا جميعا مغتربين وقصصنا وشكوانا بتدور في فلك الغربة.. فأنا أسميت عيادتي عيادة المغتربين. كل مرة هحكي لكوا قصة.. وهخليكوا تشاركوا أصحابها حيرتهم وأوجاعهم. والنهاردة معانا قصة جديدة..
(مصر إيه اللي عايز ترجع لها)
- صباح الخير يا دكتورة رباب. - أهلا أهلا إزيك يا دكتور حاتم إيه الأخبار؟ - تمام الحمد لله.. فاضية؟ - أه طبعا اتفضل مفيش حد جه لسه.. تشرب إيه؟ - لا شكرا أنا لسه شارب قهوة. - إيه الأخبار وإزي دكتورة عاليا؟ - ما أنا جايلك النهاردة بخصوص عاليا. - ليه خير؟ - عايزه تهاجر كندا! طبعا حضرتك عارفة إني بقالي فترة بجهز أموري عشان انزل استقر في مصر.. عايز افتح مستشفى واستقر جنب أهلي.. بيني وبينك صحتهم بقت على قدهم ومعادش في عمرهم قد اللي راح.. إحنا بقالنا هنا 17 سنة.. كفاية.. خايف اسمع عنهم خبر وحش وأنا مش معاهم.. نفسي أشبع منهم ويشبعوا منى ومن ولادي. وفي وسط كل ده.. أتفاجئ إنها بتجهز وبتقدم عشان الهجرة لكندا ومش فارق معاها أي حاجة. - طيب إهدا أنا هكلمها تيجي ونشوف إيه الموضوع.
ولما وصلت وسألتها.. ده كان الرد..
- مصر إيه اللي عايز ترجع لها.. ما تقولي حاجة يا رباب.. إنت مابتشوفش الأخبار؟ مابتسمعش البرامج بتقول إيه؟ بلاش مابتسمعش مامتك وهي بتشتكي من العيشة الصعبة والدوا اللي مش لاقياه والغلا اللي بيزيد كل يوم عن اليوم اللي قبله؟ عايزني أنا وولادك ننزل نعمل إيه في مصر؟ عايزني ادفنهم بالحياة؟ لا تعليم عدل ولا صحة ولا دوا.. إنت عايز ترجع إنت حر أنا مش راجعة أنا هسافر أنا وولادي.
طبعا كان لازم أتدخل
- اهدي يا عاليا دي مش طريقة تفاهم دي.. وبعدين إنتي نسيتي مامتك وباباكي وإخواتك في مصر.. هتسيبيهم كده وتهاجري؟ - ماما وبابا مش عايزيني أرجع مصر أصلا.. وهما لو عرفوا مش هيعترضوا لأن ده في مصلحتي أنا والولاد.. دول ولادي ولازم أفكر في مستقبلهم مش أرميهم في النار.
رد الزوج
- إنتي خلاص معندكيش قلب ولا رحمة.. مبتفكريش غير في نفسك وبس.. حتى أنا مش فارق معاكي. الزوجة: إنت مصمم على رأيك ومش عايز تيجي معانا.. أعمل لك إيه يعني؟
خلصت قصتنا النهاردة.. وانتظروني في حلقة قادمة من (عيادة المغتربين)