واصلت صحف العالم اهتمامها بقرار الرئيس محمد مرسى إعادة البرلمان المنحل، وكتبت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية تحت عنوان «الرئيس الإسلامى ينتزع سلطاته» أن الصراع السياسى الحالى سيحدد مستقبل مصر ومدى الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. وذكرت الصحيفة فى افتتاحيتها، أن المجلس العسكرى، الذى يتصرف وكأنه «وكيل المحكمة الدستورية العليا يسعى لإبطاء وتيرة التغيير السياسى فى مصر، بالإضافة إلى الحفاظ على قوة ومكانة الجيش، انتظاراً لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى نوفمبر المقبل»، وأضافت أنه على الجانب الآخر يبدو «مرسى» عازماً على تسريع الأمور فى وجود مؤيد وحليف قوى للإخوان فى البيت الأبيض مثل باراك أوباما. وتابعت الصحيفة أن إصدار مرسى لقراره بدعوة البرلمان للانعقاد فى نفس اليوم الذى التقى فيه ويليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية، هو إدانة للبيت الأبيض، لأن القرار سيفسر كأنه قرار «أوباما» وليس «مرسى» أو على الأقل كان بموافقة الأمريكيين. واعتبرت الصحيفة أن جماعة الإخوان التى تقدم نفسها للعالم المتحضر على أنها «صوت الاعتدال» تبدو عازمة على انتهاج سياسة تصادمية، ما يمكن أن يخلق فوضى بمنطقة الشرق الأوسط. وأبرزت صحيفة «واشنطن بوست» رفض الرئيس المصرى التراجع عن قرار دعوة البرلمان للانعقاد رغم التهديد المبطن للجيش وتوبيخ المحكمة الدستورية العليا، ووصفت القرار بأنه خطوة عدوانية ستساعد على كشف الصراع بين القوى المختلفة فى مصر قبل زيارة هيلارى كلينتون لمصر. وأضافت أن بيان المجلس العسكرى فى اجتماعه الطارئ، الذى نبه إلى ضرورة احترام أحكام القضاء والدستور، يلقى ظلالا من الشك حول قرار الرئيس، ويعطى انطباعا أن القرار كان مفاجئا ل«العسكرى» ولم يكن جزءا من اتفاق تقاسم السلطة. وتابعت الصحيفة أن نتيجة النزاع الحالى ستكون حاسمة فى مرحلة الخروج من عقود الديكتاتورية إلى عصر ديمقراطى. وركزت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية على خسائر البورصة المصرية، نتيجة القرار، الذى فسرته بأنه تحد للمجلس العسكرى. وأضافت أنه بعد انتهاء «شهر العسل» القصير جداً بين «مرسى» و«العسكر» خسرت الأسهم المصرية ما يقرب من ثلث المكاسب التى حققتها عقب انتخاب مرسى كرئيس للجمهورية. واعتبر موقع قناة «CNN» الأمريكية تحت عنوان «الساحة جاهزة لحرب حول البرلمان»، أن إعلان المحكمة الدستورية بإلغاء البرلمان يمهد المسرح السياسى فى مصر لمواجهة سياسية بين الرئيس المنتخب والمجلس العسكرى المعين من قِبل الرئيس المخلوع مبارك، وتوقع أن المواجهة بين الطرفين ستأخذ شكل الحرب الباردة، فكل منهما سيخسر الكثير جداً إذا صعد الخلاف لصراع مفتوح ومباشر. وتوقعت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، تراجع الرئيس المصرى عن قراره بعودة البرلمان، واستندت فى ذلك إلى إعلان المحكمة الدستورية العليا المحسوبة على الجيش، على حد تعبيرها، أن حكمها بشأن حل البرلمان ما زال «ساريا وغير قابل للطعن». وقالت الصحيفة: «إن الرئيس مرسى لا يستطيع منع الجيش من غلق أبواب البرلمان، لكن المجلس العسكرى، فى الوقت ذاته، يدرك أنه لو فعل ذلك ستخرج مظاهرات قوية فى أنحاء مصر». وذكر موقع «نيوز وان» الإسرائيلى أن جماعة «الإخوان» التى باتت تسيطر على كل مراكز السلطة تقريباً، تنظم مظاهرات لتأييد نفسها، مثلما كان الحال فى عهد الرئيس السابق مبارك، مشيراً إلى دعوة «الجماعة» لتنظيم مليونيات لتأييد قرار مرسى بعودة البرلمان، واعتبرت أن هذا من شأنه وضع «مرسى» فى صدام مباشر مع المجلس العسكرى.