«والله لو دفعولى فلوس مانا عاملة الكوبون».. تقولها عواطف مطاوع، السيدة العجوز، صاحبة ال65 عاماً، وهى ترتكز على الأرض، تبرر عدم استخراجها الكوبون الخاص بأسطوانات الغاز رغم اتصال «موظف التموين» بها أكثر من مرة، بسبب بُعد مكان المستودع عن منزلها: «مكان الأنابيب بعيد أوى عن بيتى وأنا ست كبيرة وما بقتش قادرة على التعب»، وعن كوبونات العيش -مشروع وزير التضامن السابق على مصيلحى- المفروض تطبيقها هى الأخرى قريباً، تقول «عواطف»: «طابور العيش يهون طالما جنب البيت».. «كشك العيش» لا يبتعد عن منزلها، الموجود بشارع الأقصر فى البصراوى بإمبابة، إلا بضع خطوات، غير أنها لا تحلم سوى برغيف لا يحمل فى محتواه «زلط». وفى المنزل المجاور ل«عواطف»، يسكن «فندى ياسين»، رجل مسن ومريض بالكلى والسكر، تأتيه ابنته الكبرى «أم يوسف» يومياً لإطعامه بعد وفاة زوجته قبل أعوام، لم يستخرج الرجل السبعينى كوبوناً هو الآخر: «التوك توك بياخد 10 جنيه عشان يودينا للمستودع وأنا بجيب الأنبوبة ب25 جنيه من تحت البيت».. لا يجد عم «فندى» ضرراً كبيراً فى عدم استخراجه للكوبون؛ لأنه «ياما دقت ع الراس طبول». الحكومة «الكوبونية».. هكذا يطلق عليها الكثيرون بعد سيطرة فكرة الكوبونات على تفكير وزراء حكومة الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء؛ فبعد اقتراح وزارة التموين والتجارة الداخلية تنفيذ نظام كوبونات البوتاجاز، الذى يمر بولادة متعثرة ولم يرَ النور حتى الآن، طفت على السطح دراسة سابقة تقترح توزيع الخبز بالكوبونات أيضاً طبقاً لعدد أفراد الأسرة لمنع أصحاب المخابز من تسريب الدقيق، ليس البوتاجاز والخبز فقط، بل شرعت وزارة البترول هى الأخرى فى دراسة توزيع كوبونات سولار بكميات محددة لمالكى سيارات النقل والأجرة التى تعمل بالسولار، بالأسعار الحالية، على أن يتم بيع الاحتياجات الأكثر من الكميات المحددة فى الكوبونات، بأسعار أخرى، بهدف توفير 15 مليار جنيه سنوياً من فاتورة دعم السولار، ليس هذا فحسب، بل أعلنت عن نيتها صرف البنزين من خلال الكوبونات بالطريقة نفسها. «مشروع كوبونات البوتاجاز هدف لا تراجع عنه».. يقولها فتحى عبدالعزيز، رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بالوزارة، مشيراً إلى أن تأجيله مرتبط بسياسة الحكومة؛ حيث يتعلق بعدد من الوزارات الأخرى. لن تكتفى وزارة البترول بسيناريو كوبونات السولار المقترح تطبيقها بالنسبة لأصحاب السيارات، بل تدرس تطبيقه أيضاً على المزارعين الذين يستخدمون السولار فى ماكينات رى الأراضى، فحسب المصادر سيستفيدون من المشروع بتوزيع كوبونات بكميات الاستهلاك المعتاد، وربطهم بمحطات توزيع وقود محددة وبالسعر الحالى دون تغيير. اتجاه آخر تدرسه الوزارة والحكومة كلها هو منح أصحاب السيارات الملاكى كوبونات تموين بقيمة 2500 جنيه سنوياً تمثل استهلاك البنزين، بما يوازى استهلاك 200 لتر شهرياً للسيارة العادية، والأكثر من ذلك يباع بسعر غير مدعم.