لقد تابعت باهتمام مثل جميع المصريين الخطابات الثلاثة التى ألقاها الرئيس المصرى الجديد محمد مرسى، وسعدت ببعض مما قال. وإذا تأملنا الخطاب الرسمى الأول الذى ألقاه من داخل جامعة القاهرة نجده متوازناً جداً يخاطب جميع التوجهات والأطياف ويتحدث عن السياسات الداخلية والخارجية. ولكن ما لفت انتباهى حقاً هو زوجة الرئيس وجلوسها فى الصفوف الجانبية!! أعتب عليك سيدى الرئيس عدم اهتمامك ببروتوكولات جلوس السيدة الأولى زوجة الرئيس، أعتب عليك عدم الاهتمام بتقديمها إلى الشعب المصرى. هل تخجل من كونها امرأة عادية تمثل غالبية نساء مصر أم تخجل من كونها تلبس الخمار مثلها فى ذلك مثل ما يقرب من خمسين بالمائة من أمهات المصريين، أم لعلك تخجل من تعليقات معارضيك أو تخجل من تقديمها فى صورة السيدة الأولى إقليمياً ودولياً؟ إذا كنا نتحدث عن الخمار فى حد ذاته فهناك الكثير من أشكال الحجاب والخمار غير التقليدية الحديثة التى تحافظ أيضاً على المظهر الإسلامى كما هو، إن الفريق الرئاسى الذى يهتم بتقديم رئيس مصر الجديد فى صورة جيدة كما ينبغى وكما يليق بأكبر وأهم دولة على المستوى العربى والإقليمى كان لا بد له أن يهتم بكيفية تقديم زوجة الرئيس المصرى ووضعها فى الصورة الرسمية أمام دول العالم كما ينبغى، وليس وجودها فى جانب الحفل مثلها مثل أى من المدعوين العاديين. كنت أتمنى أن يذكرها الرئيس ويذكر فضلها ومساعدتها له، كنت أتمنى أن يدعوها لتعتلى المنصة معه ويقوم بتقديمها للشعب المصرى كله وأن يفخر بها وبوجودها بجانبه، كنت أتمنى أن يقبل يدها وأن يقبل جبهتها ويرجع لها بعض الفضل فيما وصل إليه. هذه هى الصورة الرسمية فى أى حفل تنصيب، التى كنت أتمنى أن أراها بالإصدار المصرى، فليس هناك من عيب ولا انتقاص من قدر الرئيس إذا قام بتقديم زوجته وتقبيل يدها أو جبهتها لعله بذلك يكون قدوة لباقى الرجال المصريين فى كيفية تقدير زوجاتهن، لنا فى ذلك الأسوة الحسنة من الرسول الكريم (ص) فعندما سُئل: من أحب الناس إلى قلبك؟ أجاب من فوره: عائشة، بلا تردد أو استحياء وقد كان يمسك بيدها ويجلها ويقدرها (ص). أعتب عليك سيدى الرئيس عدم الاهتمام بتقديم زوجتك كما ينبغى، فلقد وعدت بالاهتمام بقضايا وشئون المرأة فقد كان أولى بك أن تظهر الاهتمام الكافى بالسيدة الأولى، لو فعلت.. لكان هذا أبسط دليل ومثال لتقديرك لنساء مصر، كما أستنكر بعض التصريحات بوعدك أن «زوجتى لن تكون هى السيدة الأولى»، فلم لا؟ هى ليست سُبة أو فعل منتقد بل هى البروتوكولات الرسمية المعروفة والمتبعة فى كل دول العالم وليس بها أية غضاضة. أعتب عليك تركها تجلس فى جانب الحفل وكأنك تخجل من تقديمها أو تنسى وجودها، أعتب عليك لأنك قدمت لنا نموذجاً للرجل الشرقى المعتاد الذى يضع «الحريم» جانباً متوارياً عن الأنظار، وكنت أتمنى أن تقدمها لنا يومها، فإن لم تقدمها للشعب المصرى فى احتفال كهذا، متى ستقدمها إذن؟