يبدو أن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ألقى بظلاله على مهرجان سينما الأطفال، حيث عانى الأخير عدم وجود فيلم مصرى يمكن أن ننافس به فى المسابقة الرسمية. «الشروق» طرحت القضية وبحثت فى «كوم قش» الأفلام المصرية عن فيلم أطفال جيد. نعم الباز رئيسة لجان المشاهدة ورئيسة لجنة تحكيم مسابقة من الطفل للطفل قالت عن منافسة الفيلم المصرى: المهرجان يحتوى على ثلاث مسابقات ترأسها ثلاث لجان تحكيم، الأولى مسابقة الأفلام الروائية، ومسابقة أفلام الرسومات المتحركة والبرامج التليفزيونية، ومسابقة من الطفل للطفل، ومصر تنافس بقوة فقط فى مسابقة من الطفل للطفل، وهى عن أفلام رسمها أطفال، وتحولت إلى سينما ليشاهدها أطفال آخرون، وتنافس مصر فى باقى العروض على استحياء. وعن عرض فيلم أمريكى فى افتتاح المهرجان قالت: لست منزعجة من عرض فيلم أمريكى فى الافتتاح، ولكنى كنت أتمنى أن نعرض فيلما مصريا، وأعتقد أن الأزمة ليست عند صناع المهرجان، وإنما عند صناع السينما أنفسهم الذين أصبحوا مطالبين بتقديم فيلم محترم يمكن أن ننافس به، فالطفل هو الأهم فى بناء المجتمع. نفس المعنى أكدته النجمة لبنى عبد العزيز عندما ذكرت أن شعار المهرجان هو «ماذا يريد الطفل؟»، وقالت: الطفل يريد اهتماما أكثر من الجميع ففى الخارج الطفل فى بؤرة الاهتمام، الحياة كلها تجرى لخدمة الأطفال، وحتى الآن لا نستطيع المنافسة فى أفلام الرسومات المتحركة وأفلام الأطفال، ولكن على الأقل يجب أن نهتم بتحقيق تقدم على مستوى فنون الطفل. الفنان الكبير محمود ياسين علق على المهرجان: المهرجان شىء رائع جدا، ويكفى أنه أظهر قوة تفكير أطفال هذا الجيل فى اللغات، التى يتحدثون بها وجرأتهم للوقوف على المسرح الكبير بالأوبرا، وأضاف: أنا فخور بجرأتهم وتألقهم، وأتمنى أن يحظوا باهتمام أكبر من ذلك فنحن أمام ثروة ضخمة جدا، ينبغى استثمارها. الناقدة خيرية البشلاوى تقول: لا أنكر الجهد المبذول فى إعداد المهرجان، وأنه حاول الوصول إلى طبقات متعددة، ولكن لدىّ تحفظات على حفل الافتتاح لأن المسرح احتوى نماذج أمريكية اعتمدت على الإبهار المستوحى من الأفلام والألعاب الأمريكية، فغابت الثقافة المصرية عن الافتتاح، كما ظهر على المسرح أطفال مرفهون يتحدثون اللغات بطلاقة، وانحرفنا عن سياق حضارتنا وهويتنا المصرية كثيرا، لأن المصريين لديهم ما يقدمونه، كما أن فيلم الافتتاح لم يكن نموذجيا، وكنت أتمنى أن يكون مصريا، كما كان غياب الوزير عن الافتتاح غير مبرر، لأن الحفل تأجل لانتظار الوزير. وتضيف البشلاوى: التوجه بشكل عام إيجابى لأن المهرجان يعتبر الجسر الوحيد بين الطفل وثقافات العالم الخارجى، بعدما انحسر دور المؤسسات الثقافية وقصور الثقافة، التى كان لها قديما دور كبير فى إثراء ثقافة الطفل، كما أن التليفزيون عليه جانب أكبر من المسئولية نظرا لأنه يصل إلى جميع البيوت، فلماذا إذن لا نرى برامج قوية للأطفال تقدم له ما يجب أن يشاهده، فالطفل المصرى تطور على جميع المستويات وما يقدم إليه لا يكفى تطلعاته، وقالت: لا تسألوا عن فيلم مصرى فى الافتتاح، ولكن اسألوا عن المؤسسات، التى تهتم بالأطفال.