مكتب خشبى بسيط، يعلوه لوح زجاجى، فوقه طاقم مكتبى متواضع، على يمينه مكتبة صغيرة «مكركبة» تملؤها بعض المتعلقات الشخصية، وكتب تكسوها الأتربة، قيمتها أكبر بكثر من شكلها التقليدى المتواضع، وعلى الحائط صورة لمسجد قبة الصخرة فى إطارها صورة للشيخ أحمد ياسين، على هذا المكتب كان يجلس الدكتور محمد مرسى الأستاذ غير المتفرغ بقسم هندسة المواد بكلية الهندسة بجامعة الزقازيق سابقا ورئيس الجمهورية حاليا. كان يشارك «مرسى» فى الغرفة ثلاثة من أعضاء هيئة التدريس، «الوطن» التقت بعض زملائه بالجامعة الذين طالبوه باحتواء كل الأطياف السياسية والفكرية المختلفة فى المجتمع، من أجل عبور هذه المرحلة الحرجة. «لا بد أن تتشكل الحكومة القادمة من جميع التيارات السياسية ولا تقتصر على تيار أو حزب أو جماعة بعينها»، رسالة وجهها الدكتور محمد سليم، رئيس قسم هندسة المواد، الذى عمل مع «مرسى» أكثر من 25 عاما، بدأت بإشراف الأخير على رسالة الماجستير عام 1987، ثم أصبح زميلا له فى القسم الذى تولى «مرسى» رئاسته، لمدة 9 سنوات، حتى ترشح للرئاسة، وأوضح «سليم» ضرورة أن تشمل الحكومة القادمة كل القوى السياسية، سواء كانت حكومة «تكنوقراط» تعتمد على خبراء ومتخصصين أو ائتلافية، تضم ممثلين لقوى سياسية، موضحا أنه من خلال معرفته بالدكتور مرسى، التى بدأت بعد تعيينه معيدا فى الكلية، أنه لديه قدرة على احتواء جميع معارضيه والتفاهم معهم. وترى الدكتورة آمال عبدالوهاب، المدرس بقسم هندسة المواد أن «مرسى» مؤمن بضرورة عمل المرأة، وذكرت أنها بسبب إنجابها توأماً، قررت تأجيل الماجستير بعد أن بدأت فيه، وعندما علم «مرسى» بذلك نصحها بضرورة الاستمرار فى الرسالة وعدم التأجيل، مؤكدا لها أنها ستتعب حاليا، لكنها ستستريح لاحقا. ويتذكر الدكتور خالد سليم، الأستاذ بقسم هندسة المواد بجامعة الزقازيق، دور الدكتور مرسى فى حل كثير من الخلافات والمشكلات التى شهدتها الكلية وليس القسم فقط، مؤكدا أن لديه قدرة على حل المشكلات والخلافات بحكمة، لأنه بطبيعة مثابر وشخصية قيادية تتسم بالقدرة على تحمل المصاعب من أجل الهدف الذى يريد تحقيقه. وفى المدرج نفسه الذى كان «مرسى» يُدرس فيه لطلبته، وقف الدكتور خالد عبدالعزيز المدرس بقسم هندسة المواد، قائلا: فى هذا المكان كان الدكتور مرسى يشرح لنا، موضحا أنه قيمة علمية كبيرة ويتسم أسلوبه بالبساطة ويتعامل مع تلاميذه كأنهم زملاؤه، وأضاف: لم يتغير أسلوبه معى وأنا طالب أو زميل له فى القسم، وعلى المستوى الإنسانى كان دائما ما يهتم بعمال الكلية ويستمع إلى مشاكلهم، حتى أثناء عضوية فى مجلس الشعب عام 2005 كان يأتى إلى الجامعة ليستمع إلى مطالبهم ويعدهم بحل ما يستطيع منها. ويرى الدكتور صبرى عبدالرحيم أستاذ مساعد بقسم المياه أن «مرسى» يمتاز بقدرته على قيادة فريق، وحل المشكلات دون تصادم، إضافة إلى تواضعه، حيث كان يسكن فى شقة صغيرة وبسيطة جدا بالزقازيق، رغم أنه عضو مجلس شعب، ومن جانب آخر يرى الدكتور محمد حسن أستاذ مساعد بقسم الهندسة الإنشائية، وجار الدكتور مرسى لأكثر من 20 عاما أن مرسى شخص لا ينظر لنفسه كثيرا، ويتفانى فى خدمة الناس، وبسيط، ويستطيع أن يصل إلى تحقيق هدفه ولذلك نجح فى الوصول إلى الرئاسة فى ظروف صعبة جداً. أخبار متعلقة: اعرف رئيسك.. «مرسى» الولد «البكرى» الذى يحكم مصر أملاك الرئيس فى الشرقية: 10 قراريط أرض زراعية و40 متراً فى منزل العائلة و"شقة"