سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«شفيق» يغادر القاهرة وينضم ل«سليمان» فى «منفى» الإمارات.. و«الجمال» يتجه إلى جنيف زوج ابنته: «شفيق» فى زيارة لأبوظبى وسيتجه للسعودية لأداء العمرة.. والفقى: سفر عادى وليس هروباً
فيما يمكن أن يطلق عليه «الهروب الكبير»، انضم الفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر فى الانتخابات الرئاسية إلى قائمة رموز النظام السابق «المهجرين» طواعية إلى دول الخليج خاصة الإمارات العربية، حيث غادر مطار القاهرة الدولى فجر أمس متجهاً إلى أبوظبى مع ابنتيه، ليلحق بعمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق الذى سافر وأفراد أسرته منذ عدة أيام إلى الإمارات. وجاء سفر شفيق مفاجئاً وفى سرية تامة لدرجة أنه لم يتم إخطار سلطات مطار القاهرة، كما فوجئ العاملون بالمطار بوصوله إلى صالة كبار الزوار استعداداً للسفر قبل موعد طائرته بوقت قليل حتى لا يشعر به أحد، كما غادر القاهرة صباح أمس أيضاً محمود يحيى على الجمال صهر الرئيس السابق مبارك متجهاً إلى جنيف، وكذلك وزيرا الصحة السابقان محمد عوض تاج الدين وأشرف حاتم إلى باريس. وأشارت مصادر أمنية بالمطار إلى أن شفيق غير مدرج على قوائم الممنوعين من السفر وبالتالى من حقه كأى مواطن التنقل بحرية، وأشار إلى أنه بعد الكشف على جوازات سفر شفيق وابنتيه تبين عدم إدراج أى منهم على قوائم الممنوعين وبالتالى تم السماح لهم بمغادرة البلاد. الجدير بالذكر أن بعض مقدمى البلاغات ضد شفيق طالبوا النائب العام بمنع الفريق من السفر ومثوله للتحقيقات، خوفاً من هروبه خارج البلاد وهو ما نفاه محاميه يحيى قدرى مؤكداً ل«الوطن» أمس أنه ليس من المعقول هروب الفريق شفيق ولكنه فى ذات التصريح، أكد أن ما يقلقه الروح الانتقامية التى ظهرت لدى بعض القوى الثورية منذ إعلان فوز مرسى. وقال أحمد الحوشى زوج ابنة شفيق إن الفريق سافر فى زيارة خاصة لأحد أصدقائه المقربين، ثم سيتجه لأداء العمرة. وأكد الحوشى أن شفيق كان يرغب فى أداء العمرة عقب وفاة زوجته مباشرة فى 20 أبريل الماضى، إلا أن ظروف ترشحه للرئاسة حالت دون ذلك، لافتاً إلى أنه بعد رحلة شاقة من العمل الطويل لمدة عامين بدأت بسفره المستمر مع زوجته للعلاج فى الخارج، ثم وفاتها وانشغاله عقب ذلك بمهام ترتيب حملته الانتخابية، حاول الفريق الاستراحة قليلاً من خلال اصطحاب ابنتيه أميرة ومى إلى أبوظبى للاستجمام، ثم السفر إلى مطار المدينة ومنها إلى مكة ثم جدة. وأشار الحوشى إلى أن الفريق سيعود بعد أيام قليلة للقاهرة، وسيشرع على الفور فى التشاور حول تأسيس حزب، مشيرا إلى أنه أعطى تعليماته لرجال الحملة ببدء إجراءات تأسيس الحزب ومعرفة الأوراق المطلوبة فى هذا الشأن، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكى أوباما، طالب الفريق أحمد شفيق فى اتصال هاتفى معه باستكمال العمل السياسى. وحول ما يتردد من شائعات حول هروب الفريق بسبب البلاغات، قال الحوشى إن هناك بلاغات مقدمة ضد الفريق منذ عام ونصف العام مضت أحيل كثير منها لقاضى التحقيق، وسافر الفريق خلال هذه الفترة مرات عديدة. وقال الدكتور محمد عز العرب، الخبير المتخصص فى الشأن الخليجى بمركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى تصريحات خاصة ل«الوطن» إن الخليج أصبح منفى لرموز الأنظمة السابقة، حيث سافر رشيد محمد رشيد للإمارات ثم قطر، ولجأ الرئيس التونسى المخلوع إلى السعودية، فى حين يتوجه الآن شفيق وسليمان إلى الإمارات. وأوضح الباحث أن سبب اختيار الفريق واللواء للإمارات يتعلق بشعورهما بالأمن هناك وصعوبة تسليمهما فى حالة صدور أى أحكام ضدهما، وأكد عز العرب أن الفريق شفيق ربما له علاقات جيدة مع بعض رموز الحكم ورجال الأعمال هناك فضلاً عن استبعاد إمكانية تسليمه لمصر لو صدر حكم قضائى ضده. وأوضح الباحث أن الإمارات لديها مشكلات مع الإخوان المسلمين نتيجة عدة أسباب تتعلق بتأثير مسار الثورة المصرية على الجوار الإقليمى، وعلاقة الإخوان بجمعية الإصلاح المعارضة للحكومة الإماراتية، وتصريحات الرئيس مرسى حول التقارب مع إيران التى تحتل الجزر الإماراتية وتدعم الشيعة فى البحرين والكويت والمنطقة الشرقية من السعودية. وأكد عز العرب أن هناك العديد من الملفات العالقة فى العلاقات بين مصر ودول الخليج مع وصول الرئيس الجديد، وهذه الدول هى: السعودية والكويت والإمارات والبحرين، واستبعد الباحث سلطنة عمان نظراً لنهجها الحيادى، وكذلك قطر الداعمة أساساً لتيار الإسلام السياسى فى مصر. وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير السياسى بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية إن سفر رموز النظام السابق، يعبر عن حالة من عدم التكيف مع نظام الحكم الجديد وأشار إلى أنها ظاهرة جديدة على الشعب المصرى؛ لأن عمليات السفر أو الهروب تكون عادة ذات تابع دينى وهذه هى المرة الأولى التى يظهر عليها الطابع السياسى. وأكد أنهم لا يخافون من النظام الجديد؛ لكنهم يشعرون بعدم ارتياح وذلك له أسباب عديدة، منها تقلص سلطتهم وإحساسهم بأنهم مواطنون عاديون وهذا على غير ما تعودوا عليه. من جانبه، قال محمد عبدالمنعم الصاوى النائب السابق بمجلس الشعب: «إن من يريد أن يسافر أو يهاجر هو حر» بل يجب عدم السماح بالسفر لمن أفسد الحياة السياسية أوارتكب جرائم فى حق الشعب، وأشار إلى أنه يجب الآن الاهتمام بمستقبل مصر القادم دون الانشغال برموز النظام السابق. وقال الدكتور عماد جاد رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصرى الاجتماعى الديمقراطى إنها حالات سفر طبيعية ولا تعتبر حالات هروب وأنه من المبكر أن يبدأ رموز النظام السابق بالهروب أو الهجرة إلى الخارج ؛لأنه لم تتضح سياسة نظام الحكم الجديد حتى الآن. وأرجح أن ذلك مجرد حالات سفر عادية أو زيارات طبيعية لا تمثل حالات هروب أو هجرة. بينما وصفها الدكتور مصطفى الفقى المفكر السياسى بأنها شائعات وليس لها محل من الصحة وأنها حالات سفر طبيعية ولا تمثل هروباً أو هجرة. وقال اللواء عبدالمنعم كاطو خبير أمنى إنه حق أى شخص أن يسافر طالما ليس عليه حظر سفر أو أحكام قضائية سواء كان من رموز النظام السابق أو لا موضحاً أن «القانون يسرى على الجميع». يذكر أن عديداً من أنصار الفريق أحمد شفيق دعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعى للتجمع يوم غد الخميس فى مليونية أمام النصب التذكارى فى مدينة نصر لتقديم الشكر للفريق شفيق كنوع من المساندة بعد خسارته فى الانتخابات بفارق بسيط من الأصوات وتقبله النتيجة وتقديم التهنئة لمنافسة ودعوة أنصاره لمساندة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية رغم الصدمة الشديدة لأنصاره عقب الخسارة، وكانت المفاجأة خروج شفيق عبر العديد من القنوات الفضائية عقب ساعات قليلة من الإعلان الرسمى عن النتيجة لتقديم التهنئة لمنافسه محمد مرسى مؤكدا تقبل النتيجة واحترامه لقرار اللجنة العليا للانتخابات، بعد إلغاء المؤتمر الذى كان من المقرر عقده لإعلان موقفه من نتيجة الانتخابات. وعلمت «الوطن» أنه بناء على نصائح بعض الجهات، لم يعقد شفيق المؤتمر الصحفى حتى لا يكون هناك جدل حول النتائج والموضوعات التى من الممكن إثارتها وخاصة قضية المطابع الأميرية التى تم إغلاقها دون الكشف عن المتورطين فيها وعن الطعون المقدمة من جانب محامية بخصوص منع الأقباط من التصويت فى بعض الدوائر بالصعيد.