أعاد أعضاء الحزب الديمقراطي "يسار الوسط" الحاكم في إيطاليا، اليوم، انتخاب رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي، رئيسا له، بحسب ما أعلن المرشحون الثلاثة الذين تنافسوا في الانتخابات، قبل نهاية عملية فرز الأصوات، وفي المجموع، أدلى ما بين 1.9 ومليوني شخص بأصواتهم، وفق ما أوضح الحزب الديمقراطي. وتُشكل هذه النتيجة تراجعا واضحا مقارنة بالاستحقاقات الانتخابية السابقة، التي سجلت مشاركة 3 ملايين شخص، وكان رينزي حدد نجاح الاقتراع بمشاركة مليون شخص فيه. وكتب رينزي على "تويتر": "إنها مسؤولية غير عاديّة، شكرا من كل قلبي لهذا المجتمع من النساء والرجال الذين يؤمنون بإيطاليا، إلى الأمام معا". وواجه رينزي مرشحين آخرين، يُعتبران أكثر ميلا إلى اليسار، هما وزير العدل الحالي أندريا أورلاندو، وحاكم منطقة بوليا "جنوب" ميشيلي اميليانو، وهنآه بفوزه. واستنادا إلى الاتجاهات الأولية، حصل رينزي على نحو 70% من الأصوات، ليسبق أورلاندو واميليانو بفارق كبير. وخلال الانتخابات التمهيدية في ديسمبر 2013، انتُخب رينزي بنحو 68% من الأصوات من أصل أكثر من 2.8 مليون مقترع. وقال رينزي في خطاب النصر: "قصة جديدة تبدأ"، مؤكدا أنه لن يكون هناك انتقام بعد الصفعة التي تلقاها في الاستفتاء على الدستور ودفعته إلى الاستقالة من رئاسة الحكومة. وأضاف رينزي: "هذا ليس الشوط الثاني من المباراة نفسها، إنها مباراة جديدة"، قبل أن يتطرق إلى النقاش في شأن الائتلاف الحكومي الذي ينوي تشكيله بحال الفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة المزمع عقدها بداية 2018 على أبعد تقدير. وإذ يميل خصومه إلى أحزاب اليسار، أبدى رينزي استعداده للتحالف مع سيلفيو برلسكوني "يمين وسط"، غير أنه شدد على أنه سيخوض معركة من أجل ألا يكون مضطرا لهذا الحلف. وقال رئيس الوزراء الإيطالي السابق: "نريد تشكيل تحالف كبير، ليس مع الأحزاب التي لا تمثّل سوى نفسها، بل مع الرجال والنساء الذين يمثّلون كل قوى الواقع المدني". وكان معظم مكاتب الاقتراع ال10 آلاف، أغلقت أبوابها عند الساعة 20.00 (18.00 بتوقيت جرينتش)، وبعدما كان غالبا استخدم عبارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما: "نعم نستطيع"، استعان رينزي بعبارة المرشح الوسطي إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون "إلى الأمام". وقال رينزي: "لدينا واجبا تاريخيا بعدم ترك إيطاليا في حالة ركود، ونريد تغيير أوروبا بكثير من التواضع والمسؤولية. نحن نحتاج قارة أوروبية موحدة بالروح". وقبل التصويت قال لورنزو دي سيو أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة لويس في روما: "إنها أكثر من منافسة، نحن أمام نوع من تتويج رينزي زعيما للحزب الديمقراطي". واستقال رينزي البالغ 42 عاما، في ديسمبر من رئاسة الحكومة، بعد فشله الذريع في استفتاء بشأن تعديل دستوري شكّل ملفه الرئيسي. ولاحقا، وأمام احتجاجات الجناح اليساري في حزبه، استقال رينزي من رئاسة الحزب منتصف فبراير، وسعى إلى تجديد شرعيته عبر استحقاق جديد.
