الانتخابات التمهيدية التي تجري الاحد لاختيار مرشح اليسار الايطالي الى الانتخابات التشريعية عام 2013 اقرب الى مبارزة بين التقليد الذي يجسده رئيس الحزب الرئيسي بيار لويجي بيرساني والتجدد الذي يحمله رئيس بلدية فلورنسا ماتيو رينزي. وقال برساني زعيم الحزب الديموقراطي "يجب ان نظهر للعالم بانه ليس هناك (ماريو) مونتي فقط في ايطاليا" معربا عن قناعته بان الانتخابات التمهيدية "ستكلل بالنجاح لان هناك حماسة كبيرة لدى الناس الذين يريدون المشاركة فيها وانه لا بد من تطبيق سياسة قريبة من الشعب تعيد الامل للبلاد". ويطمح بيرساني في خلافة رئيس الوزراء الحالي في انتخابات الربيع المقبل من خلال الحفاظ على "خطة التقشف والصدقية" التي ينتهجها مونتي مع اضافة تدابير خاصة ب"الوظائف والمساواة". واكثر من 800 الف ناخب مسجلين للمشاركة في الانتخابات التمهيدية التي ستنظم من الساعة 7,00 تغ الى الساعة 19,00 تغ في الالاف من مكاتب الاقتراع وحوالى عشرين بلدا اجنبيا الاحد. واضافة الى بطاقة الهوية، على الناخبين توقيع مذكرة تثبت بانهم ينتمون الى اليسار الوسط ويؤمنون بالافكار التقدمية للتمكن من التصويت ودفع مساهمة لا تقل عن يوروين. وبين المرشحين الخمسة امرأة واحدة، ويتنافس اثنان في الطليعة الوزير السابق بيرساني (61 سنة) المسؤول عن عمليات خصخصة ورينزي (37 سنة) المعجب بالرئيس الاميركي باراك اوباما والمصمم على "التخلص" من رجال النظام الشيوعي السابق. ويحتل المسؤول عن منطقة بولييه نيكي فندولا (54 سنة) منتقد سياسة التقشف التي تنتهجها حكومة مونتي، المرتبة الثالثة يليه برونو تاباتشي (66 سنة) الديموقراطي المسيحي المعروف لنزاهته ولاورا بوباتو زعيمة نواب الحزب الديموقراطي عن منطقة فينيتسيا الداعية الى "اقتصاد اخضر". وبحسب استطلاع لمركز تشيزي/لويس للدراسات الانتخابية نشرت نتائجه الخميس، يحصل بيرساني "ممثل جوهر اليسار" على 48,2 بالمئة من نوايا الاصوات ويتقدم ب10 نقاط على رينزي (37,6 بالمئة) في حين يحصل فندولا على 9,9 بالمئة من نوايا الاصوات. وللفوز من الدورة الاولى كما يراهن، على بيرساني الحصول على الغالبية المطلقة والا تنظم دورة ثانية في الثاني من كانون الاول/ديسمبر. وبحسب المحلل السياسي روبرتو داليمونتي العضو المؤسس في تشيزي فان الامور تصب في مصلحة بيرساني لكن مفاجأة قد تظهر الاحد في مراكز الاقتراع وفقا لنسبة المشاركة. فاذا كانت مرتفعة قد يحقق رينزي تقدما. وقال رينزي الخميس "في حال انتصرنا الاحد سيكون للديموقراطيين فرص اكبر للفوز" في الانتخابات التشريعية، مستندا الى نتائج اخرى لدراسة المركز تفيد بان ائتلافا يساريا سيقوده، سيحصل على 44% من الاصوات على الصعيد الوطني مقابل 35% لبيرساني. وهذا يطرح معضلة لناخبي اليسار الذين اغرتهم وعود رينزي الذي زار كافة اقطار البلاد رافعا شعار "فلنغير ايطاليا الان!". لكن بحسب الاخصائيين سينتصر التقليد كالعادة. وقال ستيفانو فولي كاتب المقالات السياسية في صحيفة "ال سولي 24 اوري" لفرانس برس "ادرك رينزي ماهية المشكلة : ان صورة اليسار الايطالي باتت قديمة. اراد ادخال فكرة اليسار الاصلاحي لكنه اخفق في تحقيق ذلك ولم يكمل مسيرته". بالنسبة الى خصمه فندولا، فان رئيس بلدية فلورنسا "ليس سوى اخصائي لوضع صيغة جيدة" في حين ان "الانتماء الى اليسار يعني الايمان بقييم تسمح لاولئك الذين هم في اسفل المراتب بالتعبير عن آرائهم". والانتخابات التمهيدية في معسكر اليسار نظمت للمرة الاولى في ايطاليا في تشرين الاول/اكتوبر 2005 عندما انتخب خبير الاقتصاد رومانو برودي زعيما للاتحاد، التحالف غير المستقر بين الشيوعيين السابقين والوسطيين وانصار البيئة، في اقتراع شارك فيه اكثر من 4,3 ملايين ايطالي.