منذ دخلت باكينام الشرقاوى القصر الرئاسى فى أغسطس من العام المنصرم كمستشارة سياسية للرئيس مرسى لم تغادره، ولم يفارق وجهها تجهمه الدائم، ترك القصر أكثر من مستشار للرئيس على خلفية مواقف واعتراضات سياسية، لكنها طود راسخ كأعمدة القصر، لا تحيد ولا تتبدل. تظهر فى كل شأن سياسى تدلو بحديث جامد، وآراء دائماً ما توافق رأى الجماعة. ولدت باكينام فى بورسعيد عام 1966، وعاشت فى الإسكندرية والتحقت بمدرسة «سان جان أنتيد» الفرنسية للراهبات، ثم تخرجت فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لتصبح أستاذة بالجامعة. لدى مستشارة الرئيس قناعة بمشروع النهضة الإخوانى، تعلق تأخر الدولة على المواطنين، كما يفعل قيادات الجماعة، تقول «النهضة تنبع من شراكة الدولة مع الشعب، الدولة تحاول القيام بدورها ولكن أين دور الشعب وكافة المحافظات لتحقيق ذلك». تلعب دورها بمهارة فائقة، ترفض تشبيهها بأسامة الباز، تريد أن تنحت لنفسها أسلوبها الخاص. تهتم ذات الحجاب الأبيض بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، تنثر آراءها عبر تغريدات، تعبر من خلالها تارة عن أن مصر يجب أن تتعلم من تجربة البرازيل فى توسعة الرقعة الزراعية، وتكتب تارة أخرى عن كون العدالة الاجتماعية تحتاج لبعض الوقت للتحقق على الأرض. ما إن قرر الرئيس مرسى إقامة جلسة حوار وطنى بخصوص مياه النيل، سارع باستدعاء باكينام، المستشار السياسى الأمين لمرسى المنوطة بإدارة الحوارات، أنابها من قبل فى جلسات عديدة، يبدأ مرسى الحوار يسهب فى الحديث ويظهر قدراته الحسابية، تلتقط باكينام أطراف الحديث، وتوزع الكلام على الحضور، تقول لأيمن نور إن وقت كلامه قد انتهى، فيطلب دقائق قليلة وينهى كلامه، تبدو كمدرسة فى فصل ملىء بطلبة فى حصة التعبير. الجالسون يغلب على معظمهم الانتماء للمعارضة الناعمة، تقول باكينام إنها وجهت دعوة الحضور لأشخاص آخرين، لكنها تقدّر عدم حضورهم. عقب انتهاء جلسة الحوار الوطنى، يخرج أغلب الحضور فى غضب من بث اللقاء على الهواء، يقولون إنهم قالوا كلاماً كان يفترض فيه السرية لا سيما أن القضية تتعلق بأمن قومى، تخرج مستشارة الرئيس على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك لتقول: «إنه كان مرتباً أن يذاع الاجتماع الوطنى مسجلاً، كعادة هذه اللقاءات، ولكن ارتؤى لأهمية موضوع الأمن المائى قبل اللقاء مباشرة إذاعته على الهواء». وأضافت: «فغاب عنى إبلاغ الحضور بهذا التعديل، لذلك أعتذر عن أى حرج غير مقصود لأى من القيادات السياسية سببه عدم الإشارة إلى البث المباشر للقاء». يربط البعض فى شكل الوجه بين باكينام الشرقاوى وأفيخاى أدرعى، المتحدث بلسان جيش الدفاع الإسرائيلى للإعلام العربى، قال الأخير على صفحته الرسمية: «عدد كبير من المتابعين أرسل لى فى الأسابيع الأخيرة صورة تدعى أننى أشبه شخصية سياسية مصرية. أشكركم على الاهتمام ويمكنكم وقف إرسال الصورة، لقد شاهدتها وضحكت».