كشف التقرير السنوي لمركز حماية وحرية الصحفيين بالأردن عن تراجع في مؤشرات الحريات الإعلامية بالمملكة خلال العام الماضي رغم أجواء الربيع العربي وحركات الاحتجاج الشعبي، التي انطلقت منذ نحو عامين. وقال الرئيس التتنفيذي للمركز، نضال منصور، في مؤتمر صحفي عقده اليوم، إن التقرير السنوي عن حالة الحريات الإعلامية في المملكة للعام الماضي والذي جاء تحت عنوان "قمع بقوة القانون" أظهر زيادة في توجه الإعلاميين إلى الاعتقاد بأن حرية الإعلام تراجعت في العام الماضي 2012، حيث اعتبر 4 % بأنها تراجعت بشكل كبير باختلاف عما كان عليه الحال في عام 2011. وأضاف أن نحو 84% من الصحفيين المستطلعة آراؤهم يجدون الحكومة الأردنية تتدخل في عمل وسائل الإعلام، بينما اعترف ما نسبته 7ر17% من الصحفيين بتعرضهم للاحتواء الناعم لعام 2012 إلا أن 72% يرون بأن محاولات الاحتواء لا تؤثر على ممارستهم لعملهم المهني. واعتبر نحو 3ر57% من الإعلاميين المشاركين بالاستطلاع، وعددهم 508 صحفيين أن التشريعات الإعلامية في الأردن تعد قيدا على حرية الصحافة وبفارق ملحوظ عن العام 2011 وصل إلى 9 %. وأظهرت نتائج الاستطلاع تراجعا في الرقابة الذاتية بنقطة واحدة حيث بلغت 86% عام 2012 مقابل 87 % عام 2011 رغم الرهانات بأن تختفي هذه الظاهرة المقلقة أو تتقلص بشكل كبير. ويوثق الفصل الثاني من التقرير والمخصص للشكاوى والانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون خلال العام 2012، عددا من الانتهاكات المتنوعة بحقوق الإعلاميين وبالحريات الإعلامية بلغت 96 حالة تتضمن 61 انتهاكا. وقال التقرير إن المؤشرات التي سجلها تقرير الشكاوى والانتهاكات أشارت إلى استمرار عدد من أشكال الانتهاكات في الحدوث أهمها الانتهاكات المتعلقة بالذم والقدح والتحقير ومنع التغطية والتهديد بالإيذاء، وسجل 10 حالات اعتداء بالضرب تكررت العام 2012. وبين أن غالبية الحالات كان مناسبتها تغطية الصحفيين المعتدى عليهم للاعتصامات والمسيرات والتجمعات الشعبية المطالبة بالحرية والتغيير ومحاربة الفساد وارتفاع الأسعار. وأظهرت نتائج الاستطلاع تراجع خوف الصحفيين من الملاحقات القانونية من 68 63%، وكسر الإعلام للخطوط الحمراء من 79- 6ر78%. ورفض نحو 3ر45%من الإعلاميين شرط الترخيص المسبق الذي وضع في قانون المطبوعات والنشر المعدل، واعتبروه قيدا على حرية الإعلام فيما اعتبره نحو 9ر21% داعما لحرية الصحافة. وكشفت نتائج التقرير أن تيار الإسلام السياسي لا يجد مناصرين كثرا له بين الإعلاميين، مشيرة إلى أن أن 5ر47% يعتقدون أن أحزاب وتيارات الإسلام السياسي لا تؤمن بحرية التعبير والإعلام وهناك 28% يقولون بشكل قاطع أن هذه الأحزاب لا تؤمن بتاتا بحرية التعبير والإعلام.