قميص أزرق اللون، على جانبه الأيسر «فتحة» محترقة أطرافها وتشير إلى مكان القلب، هى كل ما تبقى من شاب يبلغ 18 عاماً، فمنذ أكثر من عامين كان الشاب متجها إلى عمله، وتلقى رصاصة فى «جمعة الغضب» أودت بحياته، «ومن ساعتها حقه مجاش» تقول والدة الشهيد إبراهيم سمير سعدون. «أتعهد لأمهات الشهداء بإعادة محاكمة المتهمين بأدلة اتهامات جديدة وقوية».. كلمات استخدمها الدكتور محمد مرسى فى إعلاناته الانتخابية، ليخرج «القتلة» بعدها من السجون، فلا أحكام رادعة ولا «بردت نارى على ابنى». عدم استقرار الأوضاع فى مصر، علاوة على المظاهرات فى كل مكان، بالإضافة لاشتعال الأحداث السياسية، أمور تعول عليها المرأة الخمسينية لعدم رجوع حق ولدها، ف«البلد أعلاها سافلها، والقضاء والشرطة لم يتطهرا إلى الآن»، فالرئيس الذى وعد أهالى الشهداء برجوع حقوقهم «مخالفش وعده، بس لازم نديله فرصة»، مرور 8 أشهر على جلوس الدكتور محمد مرسى على كرسى الرئاسة «فترة كافية لو فيه استقرار، بس البلد فوضى». «مبارك هتتعاد محاكمته» تقول السيدة، التى تؤكد أن «مبارك هو المتهم الرئيسى ولو طلع براءة الدنيا هتولع»، مشيرة إلى أن «لجنة تقصى الحقائق قدمت أدلة جديدة»، تتعلق بالأمل، ف«حق ابنها لن يضيع» مشيرة إلى أنه فى حالة صدور أحكام بالبراءة ضد قاتلى ولدها «ستعتصم أمام الرئيس لأنه قال لى دم ابنك فى رقبتى»، وتؤكد والدة الشهيد أن «لحد دلوقتى مرجعلناش حقنا، وادينا ورا مرسى لحد ما نشوفه هيعمل لنا إيه»، مؤكدة أنها تحمّل تهمة عدم استرجاع حقوق الشهيد «إلى النظام القديم الذى يريد خراب مصر، وسأحملها لمرسى بعد الاستقرار فالرئيس لا يحكم الآن».