وصف دبلوماسيون حصول المعارضة السورية على مقعد الدولة فى الجامعة العربية بأنه «استثناء» يتحقق نادراً، وأن قطر نجحت فى تمرير ما كانت تريده تجاه سوريا. وقال سفير مصر السابق فى سوريا، مصطفى عبدالعزيز، إن حصول الائتلاف السورى المعارض على مقعد سوريا فى الجامعة العربية، لأول مرة فى تاريخ الجامعة، هو استثناء لحالة بعينها، لما تشهده سوريا من أحداث بعد عامين من الانتفاضة. أضاف عبدالعزيز ل«الوطن» أن هذه الخطوة اتخذتها نظم الحكم فى الجامعة العربية للضغط على النظام السورى لتنفيذ الإصلاحات أو المبادرات التى تم طرحها فى أكثر من مناسبة. من جانبه، قال السفير فخرى عثمان، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن مصر وافقت على منح مقعد سوريا للائتلاف المعارض، حسبما قرر الأكثرية فى الجامعة العربية، ولم تتخذ موقفاً محدداً سواء بالقبول أو الرفض. أضاف عثمان أن هذا القرار جاء بعد دراسة الوضع القانونى للجامعة والمبادئ الخاصة بها، ويعد استثناء تاماً يحدث لأول مرة فى تاريخ الجامعة، وجاء حسب اقتراح قطر وتحقق بالفعل. فى السياق ذاته، أكد الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية أنه يقدر قرار مجلس وزراء الخارجية العرب فى اجتماعه فى العاصمة القطرية الدوحة والقاضى بمنح الائتلاف مقعد سوريا فى الجامعة العربية، ودعوة قيادة الائتلاف لشغل هذا المقعد فى القمة العربية التى ستُعقد فى الدوحة خلال يومين. وتوجه بالشكر إلى الدول العربية على موقفها، وأضاف: «ونخص بالشكر المملكة العربية السعودية، ودولة قطر ودول الخليج العربى التى لم تتوان يوماً عن دعم الشعب السورى، والوقوف معه فى هذه اللحظة التاريخية الفاصلة التى يعيشها». وكشف الدكتور معن الناصر، عضو الأمانة العامة للتيار الشعبى الحر، ل«الوطن» عن أن وفد المعارضة السورية المشارك فى القمة العربية المنعقدة برئاسة قطرية فى فى الدوحة بناء على دعوة الجامعة العربية له، سيتسلم مقعد سوريا فى الجامعة العربية بعد نجاح الائتلاف الوطنى السورى فى انتخاب رئيس للحكومة الانتقالية الممثلة للمعارضة. واعتبر القيادى بالتيار الشعبى الحر أن أهم قرار تنتظره المعارضة السورية من قمة الدوحة هو تدفق الدعم الحقيقى من الدول العربية على الشعب السورى، خاصة تنفيذ القرار العربى بالسماح للدول العربية بتسليح المعارضة السورية، فضلاً عن دعم جهود الإغاثة الإنسانية، وتمكين الحكومة الانتقالية من حكم المناطق المحررة من سيطرة نظام الرئيس السورى، بشار الأسد، ومساعدتها فى انتزاع اعتراف دولى واسع يضمن تمثيلها بالأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية. وقال هيثم المالح، رئيس مجلس الأمناء الثورى السورى المعارض وعضو الائتلاف الوطنى، إنه من المقرر أن يضم الوفد كلاً من رئيس الحكومة الانتقالية للمعارضة السورية، غسان هيتو، ورئيس الائتلاف السورى المعارض، أحمد معاذ الخطيب، وجورج صبرا ورياض سيف، نائبين لرئيس الائتلاف الوطنى السورى المعارض.