وصفت جبهة الإنقاذ الوطنى، خطاب الرئيس محمد مرسى، أمس الأول، بأنه للأهل والعشيرة، مشددة على أنها لا تقبل تهديداته لها، وموقفها القانون سليم وستجتمع غداً لبحث الرد المناسب على «مرسى». وقال الدكتور أحمد البرعى، الأمين العام لجبهة الإنقاذ الوطنى: «إن تهديد الرئيس محمد مرسى للقوى السياسية لا يمثل شيئاً، لأن المعارضة لا تهدد»، مشيراً إلى أنه لا يستطيع فعل أى شىء لأن موقفهم القانون سليم جداً، ولا يملك الرئيس الرد عليها إلا بقرارات سياسية حين يتخذها، سيقابلها قرارات سياسية من قبل الجبهة، لافتاً إلى أن الجبهة ستجتمع غداً لاتخاذ الرد المناسب على خطاب الرئيس. وأضاف ل«الوطن»: «الرئيس مرسى تحدث عن العنف وهاجمه وحذر من خطورته على أوضاع البلاد، وتناسى أن العنف ولد فى مصر بعدما سقطت دولة القانون بكل القرارات التى اتخذتها الرئاسة، منذ قرار إعادة مجلس الشعب الذى حكمت المحكمة الدستورية ببطلانه حتى دعوته لإجراء الانتخابات وهو ما أبطلته المحكمة الدستورية مرة أخرى، فدلائل عدم احترام القانون والانجراف للعنف مارسه تنظيم الإخوان بمحاصرته للمحكمة الدستورية العليا ومدينة الإنتاج الإعلامى التى كانت دليلاً قاطعاً على إزالة سلطة القضاء والرأى». وتابع: «عندما تضيع حرية الرأى، لا يبقى سوى استخدام العنف، فتاريخ العمل المدنى والأحزاب المدنية فى مصر كان وما زال سلمياً خالياً من العنف، فى حين أن الإخوان تاريخها امتلأ بالاغتيالات». وقال حسام فودة، عضو المكتب التنفيذى للجبهة: «خطاب مرسى لم يزد على كونه حواراً لرب أسرة وليس رئيساً للمصريين، حيث جاء الخطاب مختلاً حيث هدد المعارضة وهو الأمر الذى لم يحدث فى أى دولة من دول العالم، فالطبيعى هو أن المعارضة هى التى تهدد وليس رئيس الجمهورية، لافتاً إلى أن تهديد مرسى للمعارضة لم يستطع فعله الرئيس السابق حسنى مبارك فى أوج جبروته». وأضاف ل«الوطن»: «خطاب مرسى دل وبشكل مؤكد أن منصب رئيس الجمهورية أكبر منه بكثير، فاستمرار الرئيس مرسى فى منصبه إهانة لكرامة منصب رئيس الجمهورية»، مشيراً إلى أن ما قاله مرسى فى خطابه يستحق المعاقبة عليه قانوناً. وقال محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، عضو جبهة الإنقاذ الوطنى: «إن خطاب الرئيس مرسى حلقة جديدة من سلسلة خطاباته الضعيفة التى تدفع البلاد لمزيد من العجز والاحتقان والفشل»، مضيفاً: «الرئيس تحدث كثيراً لكنه لم يطرح جديداً، وواصل عناده وإصراره على المواقف التى لا تخدم إلا مصالح جماعته، ولم يتراجع خطوة واحدة لتحقيق التوافق الوطنى». وتابع: «الدكتور مرسى فتح سيلاً من التهديدات والاتهامات بشكل عام، وأساء لكافة القوى الوطنية والأحزاب، بل والإعلاميين، ليرسخ مجدداً مفهوم رئيس الأهل والعشيرة». وقال يسرى العزباوى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن خطاب الرئيس لا يتناسب إطلاقاً مع الأحداث التى تمر بها البلاد، وأضاف: «كان عليه أن يخرج بمبادرة سريعة للم الشمل وتخفيف حدة الاحتقان التى تدفع المجتمع نحو التقاتل والصراع، لكنه لم يفعل، واكتفى بالتهديد والوعيد».