كتبت قبل فترة عن سقوط الفكرة الإخوانية، وأعيد طرح الفكرة من زاوية الوهن والضعف السياسى، ولتكن البداية من الجمعية التى قيل إن الجماعة أسستها فى 24 ساعة فى لحظة أعتقد أنها ستكون ضمن لحظات الفساد السياسى لحكومات ما بعد ثورة يناير، إذن الجماعة ضعيفة ولا ترغب فى مواجهة القانون الذى تختلف معه بل وتكرهه لأنها تعودت السرية ولا ترغب فى أن تواجه منطقا أو قاعدة، فهم خلقوا ليكسروا القواعد والأوطان! وإليكم مشاهد الضعف التى آلت إليها أحوال الجماعة بعيدا عن النفخ الإعلامى لبعض قيادييها سعيا إلى تقديم صورة مبالغ فيها عن وضعيتها وقدراتها، والتى أحسبها تمثل فيلاً مترهلاً يحمل عقل عصفور! أولا: سقطت الجماعة فى قضية حماس مع الجيش المصرى سقوطا مروعا، مما أعاد إلى أذهان المتطرفين منهم فكرة الخلاص من قياداته العنيدة العتيدة لكن العقلاء حذروهم من المصير المحتوم إذا تعجلوا مثلما فعلوا منذ جاءوا إلى الحكم! ثانيا: الجماعة لجأت تحت نيران القصف الإعلامى وفضيحتهم فى العالم إلى مؤتمر صحفى تدارى به عوراتها وخطيئتها بالاعتداء على النساء والكلمة الحرة بعدما دفعت ثمنا غاليا سطرته صحف العالم فى صفحاتها الأولى عن البرابرة الذين يحكمون مصر! ثالثا: أوروبا صفعت مرسيهم مرتين، مرة فى برلمانها الأوروبى ومرة فى زيارة الحداد الأخيرة لألمانيا، فالصورة التى روجوها لأنفسهم طوال عهد مبارك فى لقاءاتهم السرية والعلنية بالمسئولين الأوروبيين، زالت من الذهن الأوروبى وانتقلت إلى خانة الفاشلين ديمقراطيا وبدأت مراكز أبحاثهم فى تنظير الفشل الذريع والعجز المريع للتجربة الإخوانية فى السلطة! رابعا: تحول الحديث الأمريكى عن الإخوان إلى المربع السلبى بدءا من قرض الصندوق وحتى ما كتبه الوفد الأمريكى الذى أرسلته واشنطن سرا لكى ترى الصورة أوضح، فانتهى الأمر إلى التسليم بحقيقة معاناة الإخوان وإدارتهم التى ستؤدى بمصر إلى منزلق الدول الفاشلة! خامسا: قيادات الإخوان «المظلمين» لا يستطيعون أن يذهبوا إلى منازلهم أو يتحركوا بدون حراسة، ومرسيهم يتحرك تحت غطاء من آلاف الجنود وسيارات الحراسة وأجهزة التشويش وطائرات التأمين!! سادسا: الديكور الأخلاقى الذى قدموا أنفسهم فى إطاره للشعب المصرى سقط على رؤوسهم بل والتصق بهم ما لم يلتصق بمبارك نفسه من خطايا الحكم إلى عائلية السلطة وسط عملية أخونة متعجلة تعكس مراهقة سياسية فجة! سابعا: قادتهم يعبرون عن ندمهم لاختيار مرسى رئيسا فكل خطأ يفعله «الفيلسوف مرسى» يسحب من مشروعيتهم فى الحكم وينزع رصيدا حتى من قلوب المتعاطفين معهم! ثامنا: قضية القدس لم تعد مجدية فى دروس التربية ولقاءات الأسر، فالواقع دفع بكل أدبياتهم إلى صناديق الزبالة حتى لو قال مسئولو الأسر عن المستقبل الذى سيأتى بعد التمكين! تاسعا: الجامعات، مفرخة التنظيم ومبعث قوته، تداعت أمام ضربات الصدق السياسى للوطنية المصرية، وبدأ عصر طلابى جديد ينبئ بالنهاية، فوقود الثورة راح لآخرين! عاشرا: الصفعة التى يوجهها الشعب يوما بعد يوم باستدعائه الجيش هى مظهر الضعف الأبرز فى الصورة الكبيرة، فالمصريون بحصافة السنين وحكمة الثورة عادوا ببراعة إلى إنتاج صورة ذهنية جديدة عن جيشهم الوطنى بعد تجربة لعامين بدت مريرة! بعد كل ما سبق يكفى أن تذهب إلى رجل الشارع العادى لتسأله «ما رأيك فى حكم الإخوان؟»، فبالقطع ستكون الإجابة سلبية إن لم تكن مصحوبة مع البعض بأصوات اعتراضية قادمة من الباطن!