شهدت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة بالتجمع الأول، مفاجأة مدوية أثناء سماع شهود الإثبات في القضية المعروفة إعلاميا ب"مذبحة بورسعيد"، حيث أكد أحد الشهود أن اثنين من أهالى بورسعيد ملتحين، قالا لهما قبل المباراة "روحوا عشان فيه مؤامرة من المجلس العسكري عليكوا بسبب هتافاتكم ضده". بدأت المحكمة بسماع الشاهد، كريم عماد جابر علي 22 سنة "طالب"، حيث أكد للمحكمة أنه حضر عدة مباريات ببورسعيد، وكانت أول مرة يلاحظ حالة الانفلات الأمني التي كانت عليها الأوضاع بالإستاد والشوارع المحيطة به، وقال:"إنهم "جماهير الأهلي"، اعتقدوا أن نزول جماهير المصري للملعب للاحتفال بالفوز، لكنهم فوجئوا بهم يهجمون على المدرجات الخاصة بهم، ويعتدون عليهم بالضرب بالأسلحة البيضاء والشوم. وردًا على أسئلة الدفاع، أوضح الشاهد أنه قائد للأولتراس أهلاوي بمنطقه حلوان، وأنه كان خلال المباراة قائدًا لحوالي 45 من أولتراس الاهلي، وسأله الدفاع أنت المسئول عنهم فصحح له الشاهد قائلاً:"أنا ليدر ومش مسئول علشان الفرق كبير"، وأشار إلى أنه أصيب بجرح عميق برأسه وكان يحتاج الي خياطة، لكنه فضل التواجد بجانب أصدقائه الذين شاهدهم وهم يتساقطون أمام عينيه. وأكد أن الأمن المركزي كان يقف متفرجًا علي المذبحة، ولم يتحرك إلا بعد مرور نصف ساعة تقريبا، وتظاهر أنه يحاول إنقاذ شباب الأولتراس، ووجهوهم إلى النزول إلى أرض الملعب للابتعاد عن المدرجات التي شهدت الاعتداءات. وانفعل الشاهد، أثناء سؤال الدفاع له عن عدم مقاومتهم لجمهور المصري قائلا:"45 ألف متفرج بيهجموا علي 800 بني آدم من جمهور الأهلي عايزهم يقاوموا إزاي؟" ولم يتمالك الشاهد أعصابه عندما سأله الدفاع عن القصد من اعتداء جمهور النادي المصري على جمهور النادي الاهلي، فرد قائلاً:"علشان يموتوا 74 واحد ذي ماحضرتك شوفت"، كما حاول دفاع المتهمين، استفزاز المدعين بالحق المدني وشاهد الإثبات بالتعليق علي الأسئلة التي يوجهونها له، والتشكيك في تدخل النيابة العامة في توجيه الشهود للتعرف على المتهمين أثناء تحقيقات النيابة في حادث الاعتداء. وقال الشاهد الثاني "مصطفي سعيد"، إن جماهير المصري رفعوا لافتة مكتوب عليها "هاتموتوا هنا" و"مانتوش مروحين"، ثم فوجئ جماهير الأهلي بجموع مشجعي النادي المصري وهي تقتحم المدرجات، وتعرف أمام النيابة على متهمين من خلال الصور التي عرضتها عليه. ورد الشاهد على سؤال دفاع المتهمين أن أحد المعتدين حاول إجباره على خلع تي شيرت الأهلي؛ لكنه رفض فقام بضربه على صدره بشومة وعندما سقط، وحاول صديقه إسعافه شاهد الكثيرين من المتوفين بينهم صديقه "رشدي"، وعندما دخل الممر رأى كل شخص يسقط فوقه أكثر من أربعة آخرين، وقال دفاع المتهمين موجهًا كلامه للمدعين بالحق المدني"قتل ايه .. مفيش قتل .. انتوا مش لاقيين دليل على القتل لغاية دلوقتي"، وهو ما تسبب في غضب والد أحد الشهداء. وقال أحد المدعين بالحق المدني لمحامي المتهمين، "انت ماتحطش نفسك مكان القاضي .. ده يرجع للمحكمة"، ثم قام دفاع المتهمين بالتشكيك في تدخل النيابة العامة في توجيه الشهود أثناء تعرفهم على صور المتهمين بالتحقيقات التي أجرتها النيابة. وتابع الشاهد:"الأمن المركزي كان واقف مالوش لازمة كأنه مش موجود عمال يلف حوالين الملعب ويجري وخلاص". كما استمعت المحكمة إلى أقوال الشاهد عبد الرحمن ماجد محمود الطوخي، الذي أكد أنه وزملاءه فوجئوا بشخصين ملتحيين يرتدون الجلباب قالا لهما:"إن هناك مؤامرة تم تدبيرها لجمهور الأهلي من قبل المجلس العسكري بسبب الشتائم التي يرددها ضد الجيش في المباريات السابقه. وقال الشاهد إن هذين الشخصين قد يكونان من السلفيين أو الإخوان، وأنهما سألاهما بمجرد نزولهم:"هل قمتم بتوجيه شتائم للجيش في المباراة السابقة؟"، فأجاب عليهما الشاهد "لا" فقالا لهم "احنا لو مكانكم نروّح لأن في مؤامرة سيتم تنفيذها". وأضاف الشاهد:"إن الشخصين كانا يقولان هذا الكلام في حضور زميليه عبدالله وكريم من أعضاء الأولتراس، مشيرًا إلى أن الأولتراس لم يوجه أية شتائم إلى الجيش المصري، لكنهم هتفوا ضد المجلس العسكري، والمشير طنطاوي، وسامي عنان باعتبارهما مسئولين عن إدارة البلاد، وأنهم رددوا في المباريات السابقه عبارة "يسقط يسقط حكم العسكر ". وحدثت حالة من الهرج والمرج داخل المحكمة من المحامين المدعين بالحق المدني، عندما أصر أشرف الزغبي محامي المتهمين توجيه الشاهد إلى أن ما حدث كان بتدبير من المجلس العسكري بالاتفاق مع الإخوان والسلفيين بسبب مشاركة الاولتراس في المظاهرات ضدهم وذلك بعد ان تدخل القاضي، وقال نكتفي بأقوال الشاهد حول هذا الموضوع، وطلب من المحامي توجيه أسئله فيما يتعلق بأحداث المباراة.