توافد ثوار السويس على ميدان الشهداء فى الأربعين، للمشاركة فى مليونية «جمعة الخلاص»، وانطلقت مسيرتان من مسجدى الأربعين والشهداء، وأدى المتظاهرون صلاة الغائب على أرواح الشهداء، وطالبوا بالقصاص لمقتل 8 من الشهداء فى أحداث الجمعة الماضية فى محيط ديوان عام المحافظة، وتسبب سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار بغزارة فى انسحاب أعداد كبيرة من المتظاهرين من الميدان، إلا أن عدداً من الثوار أصروا على استكمال مظاهراتهم، وحملوا أكفانهم على أيديهم، ورفعوا صوراً لشهداء الأحداث الأخيرة، وصورة للشهيد كريم جونيور شهيد أحداث مجزرة بورسعيد، ولافتة سوداء كبيرة كتبوا عليها «القصاص أولاً»، وتواصلت هتافاتهم «اضرب نار اضرب حى.. والله يا مرسى دورك جى»، و«ديكتاتور ديكتاتور.. وانت يا مرسى عليك الدور». ورفع المتظاهرون الأعلام، ولافتات أخرى تصف اللواء عادل رفعت، مدير أمن السويس، بالقاتل، وتطالب بمحاكمته، وأخرى تطالب بتحقيق أهداف الثورة. وهتف المتظاهرون «يسقط يسقط حكم المرشد» و«من أسوان لإسكندرية تسقط الدولة الإخوانية» و«سامع أم شهيد بتنادى فين حقى وحق ولادى؟» و«الشعب يريد إسقاط النظام». وانتشرت قوات الجيش بشكل مكثف لحماية المنشآت الحيوية، وشددت الإجراءات الأمنية والتفتيشية على نفق الشهيد أحمد حمدى، ومداخل ومخارج المحافظة، وحدودها مع المحافظات الأخرى خاصة سيناء، وتأمين المجرى الملاحى للقناة بطائرة استكشافية، وتأمين الموانئ وشركات البترول. وشهد محيط مديرية الأمن ومبنى ديوان عام المحافظة، تعزيزات أمنية من قوات الجيش الثالث الميدانى، تحسباً لاندلاع أعمال عنف، وطالب اللواء أسامة عسكر، قائد الجيش الثالث الميدانى، بتعامل قوات الجيش بحكمة مع المتظاهرين. وكانت جبهة الإنقاذ فى السويس قد عقدت اجتماعا أمس الأول للحشد لمظاهرات «جمعة الخلاص»، بينما عقد شباب الثورة اجتماعا آخر. وحدد اجتماع جبهة الإنقاذ خط سير المسيرات، وأكد المشاركون ألا يكون هناك اشتباك بين المتظاهرين والقوات المسلحة، وأصدرت بيانا جاء فيه: «رفض ممارسات رئيس الجمهورية، وضرورة محاسبة كل من تسبب فى قتل المتظاهرين من أبناء السويس، وإلغاء حالة الطوارئ، ورفض لجنة تقصى الحقائق المشكلة من قبل مجلس الشورى، مع المطالبة بلجنة تقصى حقائق قضائية». وعقد شباب القوى الثورية اجتماعا آخر لبحث سبل التصعيد، والضغط من أجل تحقيق المطالب، وحدث اختلاف بين المشاركين حول النقاط التى ستتوقف فيها المظاهرات، ففى الوقت الذى طالب فيه البعض أن تقف المسيرات عند حدود السياج الشائك الذى نصبته قوات الجيش فى محيط مبنى مديرية الأمن، قُوبل هذا الاقتراح بالرفض، لأنه قد يتسبب فى جر المتظاهرين إلى اشتباكات مع قوات الجيش، وانتهى الاجتماع إلى تنظيم مسيرات فى شوارع المدينة تنطلق من ميدان الأربعين عقب صلاة الجمعة، وتتوجه إلى المشرحة فى السويس، حاملين نعوشاً رمزية، وأن يحملوا لافتة سوداء كبيرة مكتوباً عليها «حداد»، وتجوب بعد ذلك المسيرة شوارع السويس، دون أن تصل إلى الأسلاك الشائكة.