بحثت القوى السياسية في محافظة السويس، أمس، إمكانية التنظيم في التظاهرات التي دعت إليها اليوم تحت شعار "جمعة الخلاص". وانقسمت الاجتماعات إلى قسمين؛ الأول للقوى التي تضم كوادر قديمة بالأحزاب الرسمية المندمجة في جبهة الإنقاذ الوطني، والثاني اجتماع منفصل للنشطاء الشباب بمعزل عن الأول وبأجندة مختلفة. وعُقد الاجتماع الأول بمقر حزب الوفد بالسويس، وحضره عدد من الكوادر والقيادات الحزبية من الأحزاب السياسية المختلفة؛ منهم علي أمين، القيادي بحزب الوفد بالسويس، وطلعت خليل عمر، أمين حزب غد الثورة عضو جبهة الإنقاذ بالسويس، وغيرهما. وشملت أجندة الاجتماع إمكانية مشاركة جبهة الإنقاذ بالسويس في تظاهرات "جمعة الخلاص"، ووضع تنظيم مبدأي للتظاهرات، وخط سير للمسيرات التي ستنطلق بعد صلاة الجمعة من أمام مسجد الأربعين في ميدان الأربعين، في الشوارع الرئيسية والفرعية بالسويس، على ألا تمر المسيرات بمحيط تواجد قيادات وجنود القوات المسلحة، حتى لا يقع صطدام بين الطرفين. وعُقد اجتماع القوى السياسية التابعة لجبهة إنقاذ السويس صباح أمس، وقررت في بيانها الصادر عن الاجتماع عدة مطالب؛ منها رفض الممارسات التي يقوم بها رئيس الجمهورية، الدكتور محمد مرسي، وضرورة محاسبة كل من تسبب في موت المتظاهرين من أبناء السويس، وإلغاء حالة الطوارئ، ورفض لجنة تقصي حقائق مشكلة من قبل مجلس الشورى، مع المطالبة بلجنة تقصى حقائق قضائية. وبحث أعضاء القوى الشبابية، التي كان من بينها تكتل ثوار السويس وشباب 6 أبريل بالسويس وشباب التيار الشعبي المصري والحزب الاشتراكي المصري وغيرهم، خريطة التظاهرات التي ستنطلق اليوم، وقرر الكل المشاركة فيها رفضا لسياسات رئاسة الجمهورية، وضرورة إلغاء حالة الطوارئ وحظر التجوال المفروضين على مدن القناة. وجاء اجتماع النشطاء السياسيين الشباب في مساء اليوم ذاته بأحد الكافيهات على كورنيش السويس، حيث بحثوا سبل التصعيد في الأحداث للضغط من أجل مطالبهم، وهو الأمر الذي اتفق عليه الجميع أيضا. وجاء الاختلاف بين القوى الشبابية في اتجاه المسيرات، حيث ضغط البعض من أجل أن تقف عند حدود السياج الشائك الذي نصبته قوات الجيش في محيط مبنى مديرية الأمن بالسويس، وقُوبل الاقتراح بالرفض، لأنه قد يتسبب في جر التظاهرات إلى اشتباكات مع قوات الجيش، وهو ما لا تسعى القوى السياسية الشبابية إليه في الوقت الراهن، لضمان حيادية الجيش. وانتهى الاجتماع إلى تنظيم مسيرات في شوارع المدينة، تنطلق من ميدان الأربعين وتتوجه إلى المشرحة في السويس، حاملين تسعة نعوش رمزية بعدد من ماتوا يوم الجمعة الماضي، في الذكرى الثانية لاندلاع ثورة يناير. وقررت القوى الشبابية كذلك رفع لافتة سوداء كبيرة تحمل شعار "حداد"، على أن تجوب المسيرة بعد ذلك شوارع السويس لتوصيل صوتها للجميع.