عقد الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد مؤتمرا صحفيا مساء اليوم الجمعة 12 اكتوبر بمقر حزب الوفد وخلال المؤتمر اكد البدوى ان ما يحدث فى ميدان التحرير الآن ومنذ الصباح الباكر هو حدث جلل رغم ان ميدان التحرير هو الذى شهد توحد الامة المصرية كلها فى مواجهة الاستبداد والفساد ومواجهة النظام السابق وإسقاطه ، وابدى البدوى اسفه لان ما يحدث اشبه بالحرب الاهلية - لا قدر الله - حيث يتراشق ابناء الوطن الواحد ويتراشق الثوار ويسال الدم المصرى على يد بعضنا البعض مما يستوجب وقفة حازمة لكن المؤسف اننا لم نسمع حتى الآن اى تعليق رسمى من اى مؤسسة رسمية بخصوص هذا الامر وقال البدوى ان القوى السياسية التى سبق ان اعلنت عن التظاهر من حقها التظاهر لانه حق مكفول للجميع ومن حق كل تيار ان يخرج بمظاهرات ليعبر عن رؤيته وهذه هى الديمقراطية التى قامت من اجلها ثورة 25 يناير رغم اننا فى الوفد نرى ان الانسحاب من التأسيسية او محاولة تفجيرها لا يجب ان تكون غايتنا ولكن لا يمكن ان نقبل الا بدستور مدنى حديث يكون محلا للتوافق الوطنى العام واكد البدوى رفضه لاستخدام اى فصيل سياسي للبلطجة ، لان ما يحدث الآن فى ميدان التحرير يذكرنا بموقعة جمل صغرى واشار الدكتور السيد البدوى رئيس الوفد ان الاحكام التى صدرت فى موقعة الجمل جاءت صادمة للرأى العام لكن قضاة مصر وطنيون ينحازون للشعب ويتمنوا القصاص للشهداء والقاضى يحكم من واقع الادلة والاوراق واضاف البدوى : لن نصمت عن القصاص لارواح شهداءنا وهذا الحكم اول درجة وهناك نقض للحكم كما ان هناك لجنة لتقصى الحقائق لتقديم الادلة ضد كل من شارك فى قتل ابناءنا فى موقعة الجمل ومحمد محمود وماسبيرو وبورسعيد وكل ميادين مصر ولكن كل هذا لا يبرر العدوان على السلطة القضائية الذى حدث امس خاصة ان النائب العام لم يكن هو الذى حقق فى موقعة الجمل وشدد البدوى ان استقلال القضاء فى مصر راسخ ومنذ دستور سنة 1923 والقاضى مستقل ولا يجوز عزله بأى حال من الاحوال ولا يملك الرئيس عزل القضاة كما ان قانون استقلال القضاء الذى صدر عام 1943 فى عهد حكومة الوفد اكد على استقلالية القضاء واستشهد البدوى بواقعة حدثت عام 1951 عندما صدر امر من النائب العام بالقبض على المستشار الصحفى للملك فاروق فى قضية الاسلحة الفاسدة الذى كان مختبئا فى قصر عابدين وبالفعل نفذ فؤاد سراج الدين وزير الداخلية آنذاك هذا الامر وتم محاصرة قصر عابدين وقال سراج الدين للملك فاروق لو لم يخرج المستشار الصحفى سوف اقتحم قصر عابدين ولن اسمح بعدم تنفيذ قرار من النائب العام وامتثل الملك للامر وسلم المستشار الصحفى نفسه واضاف البدوى قائلا هذه واقعة منذ اكثر من 60 عاما فهل يعقل بعد ثورة 25 يناير ان تتم اقالة النائب العام بهذه الطريقة المهينة واكد البدوى اننا لا ندافع عن اشخاص لكن ندافع عن هيبة واستقلال القضاء واستنكر ان يتصل وزير العدل ويهدد النائب العام ان يكون مصيره مثل الدكتور عبد الرازق السنهورى عندما اقتحم مكتبه سنة 1954 مجموعة من الغوغاء والبلطجية واعتدوا عليه بإيعاز من الحكم الشمولى آنذاك وشدد البدوى انه لو تم الاعتداء على النائب العام فإنه سيكون اعتداء على الشعب المصرى كله واضاف قائلا اخاطب الشعب المصرى ان النائب العام هو محامى الشعب وعلى شعب مصر حماية محاميه الذى لو سقط بإجراء تعسفى او همجى او ببلطجة سياسية سقط شعب مصر كله والوفد يرفض انتهاك استقلال القضاء لان وقتها سوف تسود شريعة الغاب واكد البدوى انه ينتظر من الرئيس الدكتور محمد مرسى المنتخب بإرادة المصريين وبصندوق انتخابات نزيه ان يكون له موقف والا ينصت لمستشارى السوء وعليه ان يُعمل عقله وفكره الذى اثق فيه لان مصر فى خطر جسيم ولا نحتاج ان نبحث فى تصفية الحسابات فمصر تحتاج الى وحدة الصف والعمل والانتاج وليس ما يحدث الآن الذى يعنى اننا على ابواب فوضى بدأت فى ميدان التحرير الذى كان وسيظل رمزا للتوحد والثورة فلابد من رد رسمى من الحكومة ورئيس الدولة بشأن ما حدث فى ميدان التحرير وردا على اسئلة الصحفيين اكد البدوى ان قانون السلطة القضائية يتضمن ثلاث حالات كى يترك النائب العام منصبه وهى الوفاة او الاستقالة او الوصول لسن الاحالة للمعاش، مشددا على ان القرار كان صدمة واضاف انه سيتم باكر عمل اتصالات مع القوى السياسية لعقد اجتماع فى مقر الوفد بيت الامة لاحتواء الموقف واعادة توحيد الصف الوطنى لانه من غير المعقول ان ثوار الامس الذين صنعوا اعظم ثورة يحدث بينهم مايحدث الآن ويقف وراء ذلك قيادات دفعت الشباب لهذه الواقعة المؤسفة واستنكر البدوى تهديد النائب العام بإخراجه غدا من مكتبه بالقوة واكد ان شباب الوفد سيذهبوا 8.30 صباح غد لحماية النائب العام لان مصر الجديدة لا مكان فيها لاعمال شريعة الغاب واهدار سيادة القانون والعدوان على استقلال قضائه