تناولت الصحف الدولية حالة تضارُب الآراء في مصر مع نهاية المائة يوم التي تعهد بها الرئيس محمد مرسي للتغيير, حيث وعد في انتخابات يونيو الذي صار فيها أول رئيس منتخبا ديموقراطيا, بتحقيق الكثير خلال المائة اليوم الأولى لتوليه الرئاسة, وهو اسلوب مخالف لما عهدته مصر في الحُكم الاستبدادي. وتطرقت صحيفة "الواشنطون بوست" الأمريكية في عددها اليوم للوعود ال94 التي وعد مرسي بتحقيقها خلال المائة يوما الأولى, حيث لم يتم تنفيذ غير أربعة وعود فقط حسب ما صرح به "عمر صبحي" المساهم في تصميم الموقع الالكتروني الذي يقيس انجازات الرئيس "مرسي ميتر" وهو مستوحى من الصفحة الأمريكية التي تقيس انجازات الرئيس. وأشارت الواشنطون بوست الى أكوام القمامة التي أصبحت تنتشر على طول الطرقات وعرضها بالقاهرة, والاضرابات حول الأسعار, اضافة الى المستحقات المتأخرة التي ضربت بعض خدمات القطاع العام خاصة بالمستشفيات ذات التمويل السيء, وقد قام أحدُ الأشخاص بعمل شكوى بالشرطة ضد مرسي بدعوة اخفاقه لتنفيذ وعوده بالمائة يوم حسب ما أوردته صحيفة "مصر المستقلة " اليومية باللغة الانجليزية. أما على الجانب الآخر, فان عناوين الصحف المصرية وعلى جوانب الطرقات, تجد ادارة مرسي ومؤيدي الاخوان المسلمين يُدافعون عن اداء مرسي, ويؤكدون على تحسن الآداء بالأشهر الثلاثة الأولى, وأنه تحرك بكل الامكانات المتاحة حسب وصف "رشاد بيومي" المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة الذي اكد على أن مرسي ورث دينا ثقيلا, الا أنه حقق انجازا عندما أبعد ميزان القوى عن يد الجيش الذي بدى عليه الترنح حتى بعد خلع "حسني مبارك" بثورة 2011. ان الفترة الرئاسية الأولى لمرسي تُعدُ تجربة كبيرة لحكم اسلامي منتخب بالعالم العربي بعد عقود من الظلم والقمع, فالصعاب عظيمة خاصة في مصر, فالمصريون ينتظرون الاستطلاعات الشعبية بالأشهر القادمة للتصديق على الدستور الجديد ومن ثم برلمانا منتخبا. ويؤكد "عمر عاشور" استاذ بجامعة "اكستر" البريطانية وخبير في التحركات الاسلامية, تعلُم الاخوان درسا قاسيا من استطلاعات الرأي هذا العام ولن ينسوه وعلى أساس ذلك سيُناورون, فالاخوان بالتعاون مع الاحزاب السلفية المحافظة اقتلعوا نصرا كبيرا بالانتخابات الأولى بعد سقوط مبارك, فبينما كان 70% من المُصوتين يختارون مُرشحين اسلاميين للبرلمان, فان 50% فقط يظلون يُصوتون للاسلاميين مع الوقت الذي يشهدُ انتخابات برلمانية بعد أربعة أشهر.