اهتمت وسائل الإعلام الغربية برصد وتحليل خطاب الرئيس محمد مرسي، أمس السبت، بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة والثلاثين لنصر أكتوبر المجيد، الذي تزامن مع اقتراب مرور مائة يوم على تولي الرئيس سدة الحكم عبر أول انتخابات حرة نزيهة في تاريخ مصر. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الرئيس محمد مرسي دافع بقوة عن أدائه خلال المائة يوم الأولى، مشيرة إلى أنه تحدث أمام عشرات الآلاف في ستاد القاهرة، حيث عرض مرسي عبر كلمته التي تجاوزت الساعة الإنجازات التي تحققت منذ توليه السلطة في أواخر يونيو الماضي. وأكدت الصحيفة أن مرسي ورث قائمة طويلة من الأزمات الداخلية.. اقتصاد متدهور، وتوقف السياحة منذ اندلاع الثورة، وتضاؤل الاستثمار الأجنبي. وأشارت الصحيفة إلى ترحيب الحضور الكبير بالرئيس مرسي وحفاوة الجميع بخطابه، حيث لوح الرئيس للجماهير وحياهم لدى وصوله للإستاد، وبعد انتهاء كلمته. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس مرسي اعترف بعدم حل مشكلة القمامة تماما، كذلك مشاكل المرور، وأزمة الطاقة، إلا أنه أكد أن هذه القضايا تشهد تحسينات مستمرة, عارضا الجهود المبذولة في هذا الصدد. وأبرزت الصحيفة تأكيد الرئيس أن الدعم المستمر يلتهم الميزانية, كما دافع مرسي عن قرض صندوق النقد الدولي الذي يأتي لتعزيز الاقتصاد, مؤكدا أنه ملتزم بالشريعة الإسلامية, ولا يقبل الربا, قائلا: "نجوع ولا نأكل ربا". وذكرت الصحيفة أن أنصار مرسي ومعارضيه من التيار الليبرالي والعلماني يرجعون الفضل في إنهاء الحكم العسكري في البلاد إلى الرئيس المدني المنتخب، حيث أقال كبار الجنرالات بعد فترة قصيرة من توليه الحكم. من جانبها, ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس محمد مرسي يمثل أول تجربة لحكم الإسلاميين المنتخبين في العالم العربي بعد عقود من القمع، مشيرة إلى ارتفاع مخاطر تولي الحكم خصوصا في مصر في هذه الآونة، مع انهيار الاقتصاد واقتراب الاستفتاء على الدستور الجديد والانتخابات البرلمانية. ونقلت الصحيفة عن رشاد بيومي المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين قوله: "أعتقد أن أداء الرئيس كان قويا" مضيفا "لقد ورث الرئيس ديونا تهدد الاقتصاد الوطني، ولكنه اتخذ خطوات هامة لتحويل ميزان القوى بعيدا عن الجيش الذي كان مسيطرا على الوضع السياسي بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع في فبراير 2012م". وقال عمر عاشور-خبير الحركات الإسلامية بجامعة إكستر ببريطانيا- "الناخبون يريدون حلولا سريعة لتحسين الاقتصاد، والقضاء على الانفلات الأمني الموجود بالشوارع منذ اندلاع الثورة". وأضافت الصحيفة أن الإخوان المسلمين لا يستخدمون الخطاب الديني التقليدي، ولكن يدركون احتياجات الناخبين من توفير الأمن والوقود، وإصلاح المرور، وحل مشاكل القمامة والخبز. وتابع بيومي "هذه هي الأشياء التي تهم المواطن المصري العادي مع توفير حاجته الأساسية" مؤكدا أهمية معالجة القضايا الاقتصادية، حيث يعيش أكثر من 40% من المواطنين تحت خط الفقر على أقل من 2 دولار يوميا.