تعد مبادرة تصحيح المفاهيم اول مبادرة شرعيية مكتوبة تصدر عن شيوخ الجماعات الاسلامية بعد دراسة وتفكير كما انها اول دراسة فقهية كاملة يصدرها اعضاء الجماعة الاسلامية فى مختلف القضايا التى كانت محل خلاف بينهم وبين فقهاء الاسلام المعتدلين ففى يناير 2002 قام القادة التاريخيون للجماعة الاسلامية وهم عبود الزمر وكرم محمد زهدى وحمدى عبد الرحمن عبد العظيم والدكتور ناجح ابراهيم ومحمد عصام درباله وعلى محمد على الشريف واسامة ابراهيم عبد الحافظ باصدار اربعة كتب لها عنوان مشترك هو سلسلة تصحيح المفاهيم . فصدور تلك الكتب عن الجماعة الاسلامية يعنى انها بدأت تمارس تحولا وتغيرا حقيقيين فى الفكر والثوابت المعلنة وان هذا التحول ايدته الدولة وباركتة . فيقول اللواء المتقاعد حمدى البطران الخبير الامنى فى شئون الجماعات الاسلامية انة مما لاشك فية ان الدولة متمثلة فى الاجهزة الامنية هى التى ساعدت على تذويد قيادات الجماعة بالمراجع التى يحتاجونها كما سمحت بتداول الكتب كما سمحت ايضا بخروج الكتب الى المطابع وقد وافق الازهر الشريف على ماجاء فى الكتب الاربعة اما عن دور الاعلام وادارة الحوار مع اعضاء الجماعة المحبوسين داخل السجون فقد تولاه الكاتب الكبير مكرم محمد احمد نقيب الصحفيين السابق الذى حاول تنظيم الناجون من النار اغتياله من قبل بالتعاون مع مساعد اول مزير الداخلية للامن العام كما قام نقيب الصحفيين السابق بزيارات متعددة الى السجون وتحاور وتناقش مع كل عناصر الجماعه الاسلامية تقريبا وعندما نضجت الافكار ،قام بنشر تلك الحوارات والنقاشات على مدار ثلاثة اسابيع فى مجلة المصور الصادرة عن دار الهلال وتختلف تلك الكتب عن بيانات ومطبوعات الجماعة الاسلامية السابقة واشهرها ميثاق العمل الاسلامى لناجح ابراهيم فى ان لغتها سهلة كما انها تخلت عن اسلوب الخطاب المتعالى ورغم ان تلك المبادرات كانت تصدر من جابن الجماعة الاسلامية فان الدولة ظلت على حالة صمت حتى ظهرت بوادر تشير الى تغير فى الموقف الاسلامى المصرى منها دون الاعلان حيث بدأهذا التغير فى عهد حبيب العادلى وزير الداخلية الاسبق والمحبوس حاليا فى تهم فساد مالى واستغلال نفوذ حيث اتضح التغير فى عدة امور اهمها السماح لصلاح هاشم مؤسس الجماعة الاسلامية بزيارة القادة المسجونين والتباحث معهم حول المبادرة مع عدم تقديم اعضاء الجماعة الاسلامية لمحاكمات جديدة ووقف الملاحقات الامنية لاعضاء الجماعة والافراج المتدرج عن معتقلى الجماعه الاسلامية وبالفعل بلغ عدد المفرج عنهم فى عهد العادلى حوالى 6الاف شخص وعلى الرغم من النفى الرسمى الدائم لوجود مبادرة بين الجماعة الاسلامية والشرطة المصرية فان كل الشواهد تشير الى وجود تلك المبادرة خاصة بعد توقف عمليات الجماعة والبدء فى الافراج عن المعتقلين وتحول قادتها فى الخارج الى كتبة مذكراتهم كما قدمت اجهزة الامن تسهيلات لقيادات الجماعة لم تكن تخطر على بالهم فقد سمح لهم بالتنقل بين السجون المختلفة حتى يروجوا لمراجعتهم وفى يناير 2002 بدأوا بزيارة سجن دمنهور الذى ذهب الية ناجح ابراهيم وعاصم عبد الماجد وفى وقت مقارب قام كرم زهدى الامير الفعلى وعصام دربالة واسامة حافظ وفؤاد الدواليبى أعضاء مجلس شورى الجماعه بزيارة المعتقلين التابعين لهم فى سجون الوادى الجديد ووادى النطرون والفيوم والعقرب واستقبال طره المنيا واسيوط وابو زعبل وقنا . وفى بادرة غير مسبوقة سمحت السلطات لاهم عشرة قياديين بزيارة أسرهم فى بداية يونيو 2002 حيث خرجوا من سجونهم وذهبوا الى بيوتهم تحت حراسة مشددة وظلوا فيها لعدة ساعات عادوا بعدها الى محبسهم وحول موقف عبد الرحمن من المبادرة عندما اشيع امر المبادرة تحدث الدكتور عمر عبد الرحمن امير الجماعة الاسلامية واحد المؤسسين لها من سجنه فايدها فى بيان بعنوان " وقفوا لله واوقفوا لله " ففى منتصف عام 2000 اصدر الدكتور عمر عبد الرحمن تصريحا على لسان محاميته لين استيورت ،ذكرت فية ان الشيخ يسحب تأييده لمبادرة العنف لانها لم تسفر عن اية نتائج ايجابية للاسلاميين خاصة وان الالاف من المعتقلين لايزالون فى السجون وبعد ايام من تصريحات عمر عبد الرحمن قام منتصر الزيات محامى الجماعة الاسلامية فى ذلك الوقت بعقد مؤتمرا صحفيا شكك فية فى مصداقية كلام محامية عبد الرحمن الامر الذى دعا الشيخ الى تأكيد مصداقية محاميتة حيث صرح الدكتور ناجح ابراهيم فىذلك الوقت بان ما ذكر عن رفض الدكتور عمر كان مغرضا فى نقله وام المحامى احمد عبد الستار نقل ان الشيخ عمر فوضنا فى المبادرة لثقتة الكاملة فى قيادات الجماعة . اما عن ايمن الظواهرى مؤسس الجماعة الاسلامية فقد استغرب صدور ما اسماه " مبادرة وقف العنف " من قادتها فى السجون المصرية حيث اشار الظواهرى الى الاثار السلبية من وجهة نظره لمبادرة وقف العنف وحول رؤية المثقفين للمبادرة فيرى الدكتور هانى السباعى المحامى المصرى الصادر ضده حكم بالسجن المؤبد فى قضية العائون من البانيا عام 99 والذى يعمل مديرا لمركز المقريزى للدراسات التاريخية بلندن اعلن من خلال صحيفة الشرق الاوسط عام 2003 ان مابنى على باطل فهو باطل وبداية الباطل هو المكان الذى ولدت فية المراجعات الفكرية لقادة الجماعة المصرية والجهة التى روجت لهذة المبادرة هى مباحث امن الدولة وطالب هانى السباعى الاصولى المصرى قادة الجماعه باتخاذ قرار شجاع بحل جماعتهم والتقدم الى وزارة الشئون الاجتماعية لتحويلهم الى جمعية خيرية واختيار اسم جديد لها . ويبرز المصدر موقف الجماعة الاسلامية من الاقباط بعد تصحيح المفاهيم ان بعد المبادرة فقد تغير موقف الجماعة الاسلامية من الاقباط فقد اعلن ناجح ابراهيم امير الجماعة الاسلامية فى لقائة مع الكاتب الصحفى مكرم محمد احمد بعد اعلان تفاصيل مبادرة وقف العنف قولة "بالنسبة للاقباط يحكمنا مبدأ اساسى فى التعامل معهم وهو اننا لانرى ان الا قباط محاربون بل هم من نسيج الوطن ولهم جميع الحقوق التى كفلها لهم الاسلام وهى اكثر من اى حقوق كفلها لهم نظام اخر ،وان كانت حدثت بعض السلبيات وتم قتل بعض الاقباط فهذا ليس النهج الاساسى للجماعة ومن الغريب ان أحد المحامين الاقباط هو سمير عطية المقرب من الكنيسة المصرية والذى كان ممثلا للراحل البابا شنودة الثالث فى العديد من القضايا هو الذى يرأس هيئة الدفاع عن مؤسس الجماعة الاسلامية فى مصر صلاح هاشم ويذكر ان عطية رفض تقاضى اى اتعاب عن الترافع عن المتهمين الاصوليين