اعتبر عبود الزمر القيادي البارز بجماعة الجهاد الإسلامي في مصر ، في بيان موجه لأعضاء الجماعة الإسلامية في الذكرى الثامنة لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة في 5 يوليو 1997 ، أن ساعة قطف الثمار قد حانت ، معتبرا أنه " لم يبق إلا القليل وتنكشف الغمة وتعلن النتيجة " بحسب البيان . وقال البيان ، الذي حمل أيضا توقيع طارق الزمر القيادي بالجهاد، و تسلمت "المصريون " نسخة منه " لقد عاش المجتمع قبل إعلان مبادرتكم مرحلة صراع مريرة كنتم فيها المضحي الأول من أجل دعوتكم ودفاعا عن حريتكم فسالت الدماء أنهارا تحت وطأة وبطش السلطة التي صادرت حقكم في الوجود ولكن الله تعالى هيأ من أسباب حقن الدماء تلك المبادرة المباركة التي أطلقتها القيادة التاريخية تقديرا منها لصالح البلاد كي تعود مصر واحة آمنة يسعد فيها الجميع بحياة كريمة ، ويؤدون واجبهم نحو أمتهم من خلال القنوات السلمية المشروعة مساهمة بذلك في بناء مجتمع فاضل تزهو به الأمة الإسلامية وتفتخر " . ولفت الزمر إلى أن المبادرة " صادفت (..) تجاهلا أمنيا وكأن هذا الأمر لا يعنيهم وبقى الآلاف منكم خلف الأسوار على عكس المتوقع من حكومة تتنفس الصعداء بعد إعلان المبادرة وعاد الأمان بها إلى ربوع البلاد " . لكنه استدرك قائلا " واليوم نطمئنكم إلى أن مرحلة حصار المبادرة داخل الطوق الأمني قد انتهت وأصبحت الرؤية الجديدة المطروحة على الساحة ترفل في ثوب ناصع يرحب بها المثقفون والشرفاء من أبناء مصر " . واعتبر الزمر " أن المعركة التي تدار اليوم هي من صميم النضال للتواجد على الساحة في قطاعات العمل العام دون اضطهاد نتمتع بحقنا كمواطنين يمارسون دورهم في إصلاح المجتمع والنهوض به نحو الآمال المرجوة فابشروا أيها الأخوة الأفاضل حان وقت قطف الثمار ، فعودتكم إلى دعوتكم صارت قاب قوسين أو أدنى فكونوا على استعداد للمواصلة على طريق تحقيق المشروع الكبير من أجل صلاح الوطن والمواطن " . وكانت الجماعة الإسلامية قد أعلنت في الخامس من يوليو 1997 ، عبر أحد قادتها ، عن مبادرة من جانب واحد لوقف العنف ، لكن المبادرة سرعان ما تعرضت لضربة قاصمة أثر وقوع مذبحة الأقصر في نوفمبر من نفس العام ، و قد أعلن الجناح العسكري للجماعة مسئوليته عن المذبحة ، التي راح ضحيتها العشرات من السياح الأجانب . لكن الجماعة واصلت نهجها السلمي ، وأعلنت في مارس 1999 عن اعتماد المبادرة من قبل مجلس شورى الجماعة ، والذي يقيم نحو نصف أعضائه خارج مصر . وبدأ الاهتمام الجدي بالمبادرة إعلاميا وسياسيا في يناير 2002 ، عندما سمحت الدولة بنشر أربعة كتب تتضمن الأساس النظري لتلك المبادرة شارك فيها ثمانية من القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية ضمن سلسلة جديدة أطلق عليها اسم سلسلة تصحيح المفاهيم. وقد قام بتأليف تلك الكتب أو مراجعتها كل من: كرم زهدي وناجح إبراهيم وأسامة حافظ وعبد الماجد وعصام الدين دربالة وعلي الشريف وفؤاد الدواليبي وحمدي عبد الرحمن .