صدر حديثا كتاب"السينوغرافيا.. فن الإبهار المسرحي" للكاتب المسرحي أمين بكير، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويسلط الكاتب الضوء ويرصد نشأة هذا المصطلح منذ عصر الإغريق بإستخدامهم مصطلحا مماثلا أطلقوا عليه "الاسكينا"، وتعني الصورة السابقة للتجهيز التي يدخل عليها الممثل في أطر التشكيل والضوء والنغمة المصاحبة للحركة أو الأداء الحواري الذي يتلقاه المشاهد في صورته المتكاملة، داخل معمار مسرحي مجهز تقنيا لطرح صورة المشهد المسرحي من خلال الإبهار في التقنيات المستخدمة. ويسرد الكتاب تفاعليه السينوغرافيا مسرحيا بين المشاهد والممثل فيقول: " لذا فالمتفرج يشاهد "الثابت والمتحرك" في ذات الوقت، فالممثل يتحرك داخل إطار تشكيلي ثابت، لكن الأضواء والتقنيات كالموسيقي والرقص والتمثيل كلها عناصر متحركة، وهذه هي مهمة الإخراج المسرحي الذي يحيل كل مفردات «المشهد / المشاهد» على ثابت ومتحرك في ذات الوقت، ذلك لأن العلاقة المسرحية بين النص والمفردات، من حوار وصراع، ترجع جميعها إلى لحظة "كهرومغناطيسية"، أو يمكن أن نقول إنها تمثل موجات مرسلة ما بين الثابت والمتحرك، الأقوال، والألوان، والأشكال ". وينتقل اكاتب عبر رقعة شطرنجيه لرصد السينوغرافيا إخراجيا فيقول : " ومن شأن الأقوال التي تجري على ألسنة الممثلين، التي صاغها صاحب النص المسرحي، وشرح فيها "الحدث – الزمان- المكان"، ويأتي الإخراج ليحيل هذا الثابت على الأوراق إلى علاقات، ويمنح هذه العلاقات "حياة"، لها ألوان حياتية، إما سعيدة فكهة، أو مأساوية. أما الألوان وتأثيرها، فهي تعتبر حالة فيزيائية، فضوء النهار يولد مع شروق الشمس "أصفر"، والزرع "النبتة" تولد بعد التفتح صفراء، ثم تتحول إلى اللون الأخضر الفاتح ثم الغامق تدريجيا، واللون الأبيض يسود الأسرة في المستشفيات وعاطف الأطباء وملابس الممرضات، وكل هذا يؤكد أن للألوان تأثيرا نفسيا وفسيولوجيا على الإنسان، وهذا التأثير النفسي والفسيولوجي هو أحد العوامل الأساسية التي ترسم العلاقة بين الثابت والمتحرك، وللألوان معان ودلالات". ويفسر الكتاب دلالات اللون مسرحيا فيقول : " واللون الأصفر له ارتباط وثيق بالغيرة، والأحمر يدل على الجنس والجريمة، والأزرق على المدى اللانهائي، والأخضر على النماء والخصوبة "، كما يشير الكاتب الى إن في فرنسا وحدها ثلاث مؤسسات متخصصة في تعليم "فن الإبهار المسرحي "أو "السينوغرافيا".