الإخوان يحرقون خيام المعتصمين ويفتشونها.. وعضو بالجماعة يمسك علبة جبنة أمام الكاميرات: «جبنة نستو يا معفنين» سحل وضرب المتظاهرين.. وملتحون بصفوف الإخوان يطلقون الخرطوش عليهم.. وسلخانات تعذيب داخل قصر مرسي الإخوان وثقوا عمليات تعذيب المتظاهرين المقبوض عليهم.. وشباب الجماعة حققوا معهم ووصفوهم بالخونة والكفار تحل غدا، الذكرى الأولى لأحداث «موقعة الاتحادية»، الموقعة التي هزت عرش الرئيس المعزول محمد مرسي، وكانت بمثابة اللعنة التي لاحقته، حتى أسقطته من عرش مصر، في 6 أشهر ووضعته و14 قياديا بالإخوان أبرزهم المهندس خيرت الشاطر بالسجن، في انتظار حكم محكمة الجنايات عليهم، الحكم الذي قال قانونيون إنه قد يصل إلى حد الإعدام. إرهاصات المعركة، بدأت في يوم 22 نوفمبر 2012، اليوم الذي أصدر فيه مرسي، إعلانا دستوريا مكملا يحصن قراراته، والتي وصفها معارضوه بالقرارات "الفرعونية"، وأثار إعلانه موجة من الغضب الثوري وتناقصت شعبية المخلوع وزادة حدة استقطاب الشارع المصري، ونظمت القوى السياسية مسيرة حاشدة لقصر الاتحادية في يوم 4 ديسمبر، وفي غداة هذا اليوم وقعت "موقعة الاتحادية " عندما هاجم أنصار مرسي عشرات المعتصمين حول أسوار قصره للمطالبة بسحب الإعلان الدستوري، واعتدوا عليهم بالضرب واشتبكوا مع شباب القوى الثورية الذين توافدوا بعدها ونصبوا «سلخانات تعذيب» داخل قصر الرئاسة. وشمل الإعلان الدستورى أربعة مواد مثيرة للجدل، حيث حصنت المادة الأولى القرارات الرئاسية وجعلتها نهائية غير قابلة للطعن من أي جهة أخرى منذ توليه الرئاسة وحتى انتخاب مجلس شعب جديد، وتضمنت المادة الثانية إقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود واستبداله بالمستشار طلعت إبراهيم، وتحصين مجلس الشورى واللجنة التأسيسية بالحصانة تجنبا لقرارات المحكمة التى قضت بحل مجلس الشعب ، كما مدد فترة عمل التأسيسية شهرين لإنهاء كتابة الدستور، وإعادة محاكمات المتهمين في القضايا المتعلقة بقتل وإصابة وإرهاب المتظاهرين أثناء الثورة. واستقال عدد كبير من رجال مرسي احتجاجا على الإعلان الدستوري، هم سمير مرقص مساعد الرئيس، وعدد من مستشاريه هم سكينة فؤاد وسيف الدين عبدالفتاح وعمرو الليثي وفاروق جويدة ومحمد عصمت سيف الدولة، كما أعلن قبطى الجماعة المخضرم رفيق حبيب انسحابه من العمل السياسي بما في ذلك دوره في الرئاسة والحزب. ودعت العديد من القوى السياسية والحركات الثورية الرئيس حينها محمد مرسي إلى سحب إعلانه الدستورى، وأصر الرئيس وجماعته على التمسك بالإعلان الدستوري ووصفوا معارضيهم بالفلول وأنصار نظام مبارك، فدعت القوى المعارضة إلى تسيير مسيرات رافضة للإعلان الدستوري في 4 ديسمبر، وبالفعل تظاهر عشرات الآلاف في محيط الاتحادية، وانصرف المتظاهرون مع انقضاء اليوم ، فيما بقى عشرات معتصمين حول جدران الاتحادية مؤكدين أنهم لن يفضوا اعتصامهم قبل سحب الإعلان الدستوري. وفي اليوم التالي 5 ديسمبر، هاجم مئات من جماعة الاخوان المسلمين المعتصمين، وتعدوا عليهم بالضرب والإهانة وكانت من بينهم السيدة شاهندا مقلد، كما قاموا بحرق الخيم والبطاطين الخاصة بالمعتصمين، وخرج أحدهم بجملته التاريخية "جبنة نستو يا معفنين". وتوافد المئات من المتظاهرين للقصر عقب واقعة الاعتداء على المعتصمين، ومع حلول الليل اندلعت اشتباكات هي الأكثر عنفا حتى ذلك الوقت بين المتظاهرين والإخوان، واستخدمت عناصر ملتحية وقفت في صفوف الإخوان الرصاص الحي والخرطوش والمولوتوف والحجارة، ورد عليهم المتظاهرون بالحجارة وقنابل المولوتوف، كما سحل الإخوان المتظاهرين الذين تم القبض عليهم بما فيهم الفتيات وتحرشوا بهن. وأقام الاخوان حلقات لتعذيب المتظاهرين المقبوض عليهم، وأجروا معهم تحقيقات وسجلوها بالفيديو وربطوا عددا منهم في أسوار القصر، وتعدوا على الصحفيين لمنعهم من نقل الأحداث، واحتفلوا بنصرهم بمسيرات في محيط القصر تقوم بتدريبات بدائية وتنشد الأغاني الحماسية. وتوقفت الاشتباكات مع انسحاب عناصر الاخوان من محيط القصر، ونظم المتظاهرون المعارضون لمرسي مسيرات ضخمة إلى قصر الاتحادية في الجمعة 7 ديسمبر، ولم تتعامل معهم قوات الأمن أو الحرس الجمهوري حينها رغم تخطيهم للحواجز التي وضعتها القوات حول القصر، كما تظاهر الاخوان في ميدان رابعة العدوية وهددوا بأنهم سيعترضون على مرسي إذا سحب الإعلان الدستوري، وأسفرت الأحداث عن سقوط 8 شهداء بينهم الصحفي الشهيد الحسيني أبو ضيف، وادعت الجماعة ان جميع الشهداء ينتمون للإخوان، الا أن 5 أسر لشهداء على الأقل أكدوا عدم إنتماء ذويهم للإخوان وأنهم خرجوا معارضين لمرسي، كما أصيب 644 متظاهرا.