اليوم الخامس من ديسمبر الذكرى الأولى لأحداث قصر الاتحادية، التى كانت بداية لمسلسل العنف والإرهاب الإخوانى على الشعب المصرى الذى خرج العام الماضى ليعبر عن رأيه ضد سياسات الجماعة والرئيس السابق محمد مرسى بعد إعلانه الدستورى الذى كبل الحرية، وأكد رغبة الجماعة فى السيطرة على حكم البلاد والانفراد بالسلطة، وهو ما دفع المتظاهرين للاعتصام أمام قصر الاتحادية، للمطالبة بإلغاء ذلك الإعلان الدستورى. وفى رد فعل عنيف وإرهابى دفعت الجماعة مليشياتها المسلحة للاعتداء على المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، مستخدمين الأسلحة النارية والبيضاء، وهو ما تسبب فى استشهاد العديد من المتظاهرين وكان أبرز ضحايا تلك الأحداث شهيد الصحافة المصرية الحسينى أبو ضيف. وبعد مرور عام على تلك الأحداث الدامية التى أشعل فتيلها قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم الرئيس السابق محمد مرسى وأعوانهم وذلك بعد شهادات كثيرة أدانت مرسى وباقى المتهمين فى تلك الأحداث، كما حملت شهادة اللواء أركان حرب محمد أحمد زكى، قائد الحرس الجمهورى، مرسى مسئولية تلك الأحداث، وكذلك شهادة وزير الداخلية السابق اللواء أحمد جمال الدين التى أدلى بها أمام نيابة مصر الجديدة. وفي السياق ذاته قال أحد ضباط الشرطة المكلفين بحراسة قصر الاتحادية "ويدعى المقدم وليد" في أحد البرامج التلفزيونية إن المعتصمين كانوا في أفضل حالات الاحترام والهدوء ولم يصدر منهم أى تصرف عنيف وأن المهاجمين من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين والموالين لهم قد حطموا خيام المعتصمين وتعدوا عليهم بالضرب المبرح والهجوم العنيف وأحدثوا بهم اصابات بالغة -على حد قوله. كما تعرض عشرات المواطنين للضرب المبرح من جانب أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومنهم المهندس مينا فيليب والذي قال "كنت متواجدًا في شارع الخليفة المأمون بمصر الجديدة أثناء عودتى من عملى، وفوجئت بهجوم عدد من الإخوان علىّ وقاموا بضربى على وجهى ورأسى وسحلى على الأرض وسبى بأقذع الألفاظ، وتم احتجازى لساعات ولم يعلم أحدهم أنى مسيحي، إلى أن جاء أحدهم وقال بصوت عالٍ: "الرجل ده مسيحى"، فاستمروا في لكمى وضربى بشدة". ورفض مينا أن يتم تناول الموضوع بشكل طائفى. وأضاف: "كان أغلب المصابين مسلمين فيما عدا القليل، ولم يتم التفرقة، بل رأينا جميعاً الموت بأعيننا، ويوجد الكثيرون إصابتهم أخطر من إصابتى". وتابع: "ظللنا محتجزين مع الإخوان والملتحين حتى جاء ضابط شرطة وطلب منهم تسلمنا، ثم أخذنا إلى نيابة قسم مصر الجديدة، وتم إثبات حالتنا المتدهورة، وتم إحضار مسعفين لنا لعمل إسعافات أولية لإصابتنا، وكان معنا في الحجز أكثر من 15 شخصًا بينهم أطفال ورجال ونساء والجميع إصاباتهم سيئة للغاية". كما تعرض الصحفى الحسيني أبو ضيف لرصاصة قاتلة خلال الاشتباكات في قصر الاتحادية. ومن جانبه، أكد اللواء أحمد جمال الدين بصفته شاهدًا في الواقعة حيث كان وزيرًا للداخلية حينذاك، أنه قبل أحداث الاتحادية قد اجتمع مع القيادات الأمنية وتم وضع خطة أمنية مدروسة ومعاينة كل الطرق لإعداد خطة أمنية محكمة لخدمة المواطن. وأضاف جمال الدين أثناء إدلائه بشهادته أمام نيابة مصر الجديدة برئاسة المستشار إبراهيم صالح، أنه اتخذ قراره بسحب قوات الأمن من أمام قصر الاتحادية منعًا لحدوث عنف وإسالة الدماء مشيرا إلى أنه في حال وقوع أي أعمال عنف كان من الممكن أن يتم اقتحام قصر الاتحادية. وأشار إلى أنه عرض الأمر علي الرئيس المعزول محمد مرسي في ذلك الوقت موضحا أنه كانت هناك معلومات واتصالات بين قيادات الداخلية مع القوى الثورية التي أكدت سلمية اعتصامهم وعدم اقتحامهم للقصر. وأوضح أن اليوم الأول للتظاهرات في 4 ديسمبر الماضي انتهى دون اى اقتحام أو مظاهر عنف سوي حدوث تجاوزات بسيطة للغاية ، لكن اليوم التالى عندما حضر أفراد التيار الاسلامي ‘لي محيط قصر الاتحادية وقعت الاشتباكات. وحول المتهمين الذين ألقي القبض عليهم في تلك الأحداث، أشار "جمال الدين" إلي أن مؤيدي الرئيس المعزول هم من قبضوا عليهم وبدا عليهم آثار ضرب، حيث سلموهم إلي قسم مصر الجديدة وتم إحالتهم إلى النيابة .