تفاصيل حادث "قتيل الأميرية": عبد الرحمن خبط سيارة الضابط واعتذر له فرفض الثاني.. وأفرغ 3 طلقات من سلاحه الميري في جسده والدة عبد الرحمن: ابني نزل فوض السيسي والشرطة علشان يقتلوا الإرهاب مش يقتلوه الأهالي يلقنون الضابط "علقة موت" بعد مقتل ابنهم ويقتادونه لمنزل جد القتيل.. وعمه ينقذه من يده ويسلمه للشرطة "لينا تار عند الداخلية ودم ابننا اتصفي قدام عنينا واحنا مش ح نسيب حقه يروح هدر".. كان هذا هو حديث أهالي وأصدقاء الشاب عبد الرحمن طارق عامر، الطالب بالصف الثاني الثانوي والذي لقي مصرعه أمس الأحد علي يد أحد ضباط الشرطة بقسم الأميرية ويدعي (م.ج.ع)، خلال مشاجرة بسلاحه الميري مع والده في شارع المصانع بالاميرية . عبد الرحمن شاب في السادسة عشر من عمره، أخ لبنتين وولد، هو أوسط إخوته وعائل أبيه الأكبر الذي يعتمد عليه في عمله بسوق الأميرية كتاجر للخضروات منذ اكثر من ثلاثين عاماً، لم يكن يعلم أنه سيقابل الموت في ذلك اليوم الذي اصطحبه معه سائق سيارة أبيه النصف نقل إلي السوق لشراء البضاعة، البداية كما يروي ابراهيم عبد الحليم، سائق وأحد شهود العيان، كانت في شارع المصانع بالقرب من السوق حينما اصطدمت إحدي السيارات النصف نقل بسيارة الضابط الملاكي (والتي لا تحمل أرقام) بحسب تعبيره. هنا أقام الضابط الدنيا ولم يقعدها حسبما يقول السائق وطلب صاحب السيارة، فأتي والد عبد الرحمن طارق عامر الشهير بطارق عنتر وحاول بشتي الطرق وأخيه "عنتر" استرضاءه واصلاح ما حدث لسيارته، ولكنه أصر علي أن يصطحبه معه إلي قسم الشرطة ليحرر محضرا بالواقعة وبعد أن رفضوا أخرج سلاحه الميري وهددهم أولا قائلا: "لو قربت مني هاضربك بالنار"، هنا صاح فيه صاحب السيارة :"لو راجل اعملها"، فلم يتمالك نفسه وأطلق ثلاثة رصاصات في الهواء وواحدة أصابت جانب عبد الرحمن الأيسر، فسقط بين الحياة والموت ونقل بعدها إلي مستشفي الزيتون العامة. في تلك الأثناء تجمع الأهالي حول الضابط وأخذوا منه «الطبنجة» واعتدوا عليه وضربوه «علقة موت» كما يقول عنتر عامر، عم الشاب، وأخذوه معهم إلي منزل جد القتيل وتناوب أقاربه عليه بالضرب وبعد أن انتهوا من حفلة الاعتداء عليه تجمع أهالي المنطقة عليه محاولين قتله قصاصا لابن منطقتهم ولكن الذي أنقذه من بين أيديهم كما يقول أكثر من شاهد عيان علي الواقعة كان عم القتيل الذي اصطحبه بنفسه في سيارته إلي قسم شرطة الأميرية، وهناك قامت قوات الأمن بإطلاق النار في الهواء لتفريق الأهالي الذين تجمعوا أمام القسم وحاصروه، ولكن مأمور القسم أكد لهم أن هذا الضابط غير تابع لقسم الأميرية، إنما يعمل في قسم شرطة حدائق الزيتون حتي لا يهيج الناس أكتر ويحرقوا القسم علي حد قوله. وكانت الغالبية العظمي من أهالي عزبة مرسي خليل الذين اعتدوا علي إحدي سيارات الشرطة وأشعلوا النيران فيها بحسب قول عم القتيل، وهو ما دفع قوات الأمن لإطلاق الرصاص الحي علي الأهالي لتفريقهم، لحظات وجاءت قوات أمن مركزي إضافية لتأمين القسم ولم يتوقف إطلاق الرصاص حتي الثالثة من فجر اليوم الإثنين . "والله أخته حلمت بيه امبارح وهو بيتغسل".. قالت والدته تلك الكلمات وهي تكاد أن تنفجر من البكاء والدموع لم تفارق عينها لحظة خلال جنازته ظهر اليوم من مسجد عمر بن الخطاب بالأميرية وحتي تشييع الجثمان ودفنه في مقابر «الوفاء والأمل» عند الكيلو بطريق السويس، مؤكدة أن ابنها ممن خرجوا إلي التحرير لتفويض السيسي بمحاربة الارهاب، وكان أحد من حملوا ضباط الشرطة فوق أعناقهم في الميدان قائلة : "حسبي الله ونعم الوكيل في الظلمة اللي قتلوا ابني وبيتحاموا في البدلة الميري عشان يقتلوا عيالنا"، وتابعت " هل يكون دا جزاء ابني اللي ضحي بشبابه عشان خاطر البلد، ونزل فوض الجيش والشرطة عشان يقتلوا الارهابيين مش يقتلوه، منهم لله اللي كسروا ضهري بدري وحقه مش هيضيع ". فيما رفض والد القتيل قبول الدية في ابنه قائلا" ولا ملايين الدنيا تعوضني عن نظرة من عيون ابني والداخلية لازم تنضف ودم ابني في رقبة السيسي"، مؤكدا أن عدل الله هو القصاص وأنه يحترم القانون ولا يخالفه، متسائلا" هل من عدل ربنا إن دم ابني يتصفي قدام عينيا وأقف أتفرج وأشوف القاتل وهو بيضربه في صدره من غير ما أتحرك".