تتصاعد أزمة ميانمار على مدار عقود فدائماً ما يحدث أعمال عنف متفرقة بين الغالبية البوذية والأقلية المسلمة في ميانمار، وبين ليله وضحاها، ففي صباح اليوم، الاثنين، زادت الاشتباكات بين المسلمين والبوذيين، حتى وصلت إلى مدينة "يامثين"، التي تبعُد عن "مايختيلا" التي بدأت فيها الأحداث قبل عدة أيام، طبقاً لقول التليفزيون الرسمي لميانمار. وأسفر عن تلك الاشتباكات حرق الجامع الكبير، وأكثر من 50 مسجداً في المدينة، وعدد من البيوت التي وصلت إليها أحداث العنف. ويذكر أن الاشتباكات التي حدثت في "مايختيلا" قبل 4 أيام، بين مجموعات بوذية ومسلمين، أدت إلى إعلان الرئيس الميانماري، "ثين سين" حالة الطوارئ في المدينة بعد إخفاق شرطة مكافحة الشغب ، وتدخل من قوات الجيش لفض الاشتباكات، التي أسفرت عن مقتل 32 شخص وحرق 5 جوامع، وحافظ مئات من جنود الجيش على هدوء حذر في وسط ميانمار يوم السبت بعد فرض الاحكام العرفية لإخماد اضطرابات دامية . وتعتبر أعمال العنف في "مياختيلا" أحدث الاضطرابات الطائفية بعد الاشتباكات بين البوذيين الراخين والروهينغيا المسلمين العام الماضي في ولاية الراخين غربي البلاد التي خلفت أكثر من 200 قتيل، وشردت أكثر من 100 ألف آخرين. فصرح أمس، الأحد، نورالدين عبدالجبار، ممثل الجالية الروهينغية في دبي، إن هناك جهات في ميانمار يرغبون في طرد المسلمين من البلاد. وقام فيجي نامبيار، المبعوث الأممي إلى ميانمار بجولة تفقدية في المدينة، إطلع خلالها على الأوضاع المأساوية التي يعيشها السكان. وقد شاهد نامبيار حجم الدمار الهائل، الذي لحق بالمدينة جراء العنف المتصل بالهجمات، التي يشنها البوذيون على الأقلية المسلمة. وشدد المبعوث الأممي على معاقبة المسئولين عن ما وصفها بالمأساة، التي أدت إلى تشريد آلاف المواطنيين من بيوتهم.