أعرب مطارنة الكنيسة المارونية اللبنانية عن قلقهم من تزايد مظاهر وهن الدولة وما يرافقه من ظهور مسلح في مختلف المناطق مما يطرح الكثير من التساؤل عن مدي تمسك اللبنانيين بخيار "الدولة أولا" . واعتبر المجلس في بيان له اليوم /الاثنين/ عقب اجتماعه برئاسة البطريرك بشارة الراعي - أن مما يزيد هذا القلق ظاهرة الخطف في وضح النهار مع ما يستتبعها من ابتزاز للمواطنين دون أي اعتبار لكرامة الإنسان ولجوء الخاطفين لأماكن يصعب على الأجهزة الأمنية الوصول إليها . وأكد أن ما يشجع على كل ذلك هو إنحياز الدولة إلى منطق الأمن بالتراضي والقرار السياسي المعطل ، مبديا الاسف لنكث القيادات اللبنانية بوعودها التي أقرتها في "إعلان بعبدا" ولاسيما مسألتي السلاح غير الشرعي وتحييد لبنان عن الصراعات. وشدد البيان علي أن لبنان يخدم أشقاءه العرب بمقدار ما يحافظ على خصوصيته وعلى سلمه الأهلي وتمسكه بما اتفق عليه في الميثاق الوطني من أنه لا يكون ممرا أو مستقرا لما من شأنه أن يشكل تدخلا أو انتهاكا لسيادة دولة أخرى . وأشار إلى أن لبنان يعيش بجناحيه المسلم والمسيحي ويحتاج إلى مشاركة جميع مكوناته وما نشهده من توتر طائفي ومذهبي وتزايد في مظاهر التطرف يناقض ما قام عليه لبنان ، موضحا أن أي تحول ستكون نتائجه وخيمة إذا تخلى العقلاء عن دورهم . داعيا المرجعيات الدينية والسياسية إلى وقفة تاريخية تجاه هذه الظاهرة للتأكيد على ميثاق العيش المشترك .