ومروه سلامة وهدير مصطفي تصاعدت مؤخرا حدة التوتر بين البحرين وإيران على خلفية مشروع الاتحاد بين البحرين والسعودية، وذلك بعد استدعاء الخارجية البحرينية للقائم بأعمال السفارة الإيرانية في البحرين احتجاجا على"التدخل السافر في الشؤون الداخلية للمملكة البحرنيه، يرجح الكثير من المحللين السياسيين أن الحرب القادمة ستكون حرب مذهبية بين السنة و الشيعة ، المتابع للأخبار الإيرانية و الخليجية سيكتشف علي الفور حب الزعامة و السيطرة لفرض المذهب سواء المذهب السني الذي تمثل قبلته المملكة العربية السعودية ، أو المذهب الشيعي الذي تمثله إيران . فإيران التي وقفت مؤيدة للثورات العربية و التي أطلقت عليها الصحوة الإسلامية ، في محاولة منها لإستقطاب الدول العربية و الخليجية بإعتبارها إمتداد لثورتها الخمينية . وتبين أن الأزمة بين السعودية و إيران لم تقتصر علي تلك الخلافات الحدودية بين البلدين و مشكلة الحوثيين "الشيعية " في السعودية ، بل إنها تأججت بعد الإجتماع الذي عقده مجلس التعاون الخليجي في الرياض بدعوة من السعودية لتوحيد المجلس المؤلف من ست دول تهدف لمواجهة النفوذ الإيراني و التصدي للمد و الهيمنة الشيعية في البحرين و منطقة الخليج . لعل سبب إهتمام إيران بالثورة البحرينة هو دعمها للتظاهرات الشيعية التي تهدف لخلع النظام الحاكم الملكي الذي ينتمي للمذهب السني . وفقا لما رود في وكالة أنباء فارس فإن إيران أعتبرت أن الوحدة السعودية البحرينية سيؤدي في النهاية إلي زوال البحرين . كما ذكرت إذاعة بي بي سي في قسمها الفارسي أن علي لارجاني قال أن قرار ضم البحرين للسعودية يعد بمثابة خيانة . فهناك عدد كبير من الإيرانييين غير راض عن هذا العبث . و أتهمت إيران المملكة السعودية بتقديم مساعدات عسكرية للنظام لقمع المعارضة الشيعية في البحرين ، و قالت أن أكثر من 70% من سكان البحرين ينتمون للمذهب الشيعي . ويذكر انه قد دعا مجلس تنسيق الدعاية الإسلامية في إيران إلى تنظيم مظاهرات احتجاجا على المؤامرة السعودية لضم البحرين بهدف إخماد الحركة الاحتجاجية هناك. ووصف المجلس الإيراني مشروع الاتحاد البحريني السعودي بالمؤامرة الخطيرة "لمنع امتداد الثورات الشعبية والسيطرة على الأزمة في البحرين التي يعجز نظام آل خليفة عن تسويتها"، مشيرا إلى أن "هذا النوع من المؤامرات لن يمنع الحركة الاحتجاجية في البحرين وحركة اليقظة الإسلامية في المنطقة". وكان قد تظاهر الاف البحرينيين السنة السبت تاييدا لمشروع الاتحاد مع المملكة العربية السعودية المجاورة، غداة تجمع للمعارضة الشيعية خصوصا، المناهضة لهذه المبادرة المثيرة للجدل، كما افاد شهود عيان. وكتب على اللافتات التي حملها المتظاهرون الذين ساروا في المنامة تلبية لدعوة تحالف يضم عشر جمعيات سنية "نعم للاتحاد". وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي أوصوا في ختام قمة تشاورية الاثنين في الرياض باستكمال دراسة مقترحات إقامة الاتحاد الخليجي وخصوصًا بين السعودية والبحرين في ظل التهديدات التي تواجهها المنطقة، وذلك لمناقشتها في قمة استثنائية تعقد في العاصمة السعودية في وقت لم يتم تحديده. ويأتي التفكير في مشروع الاتحاد الخليجي في ظل توتر مع ايران التي تتهمها الدول العربية المجاورة بالتدخل في شؤونها الداخلية. وتدعم ايران المعارضة البحرينية التي يقودها الشيعة، والتي تعارض بدورها مشروع الاتحاد مع السعودية، ونددت بشدة بالتدخل العسكري السعودي في البحرين في مارس 2011 لمساعدة السلطة على قمع حركة الاحتجاج. ويذهب تيار كبير في النظام الإيراني إلى اعتبار البحرين جزءاً من الجمهورية الإسلامية، في حين يتبنى كثير من الشعب الإيراني مواقف مغايرة لتلك التي تعبر عنها الطبقة الحاكمة، والتي تواجه معارضة شديدة في الداخل، وسخطاً شعبياً متزايداً تحول إلى ثورة سرعان ما أجهضها العنف الشديد من قبل قوات النظام. وفي أحدث تصريح رسمي في إيران بشأن البحرين، زعم مدير صحيفة كيهان المحافظة المعين من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي إن "الجمهورية الإسلامية، الضامنة لسلامة ووحدة الأراضي الإيرانية، لها الحق في العمل على استعادة إقليم فصل عن الأمة الإسلامية"،