أثار الفيلم الإيراني "عائلة محترمة" غضب الكثيرين في إيران، ففي سابقة تُعد الأولى من نوعها يتجرأ فيلم إيراني على "الخميني" قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، ومؤسس نظرية "ولاية الفقيه" التي تعطي صلاحيات للمرشد لا حدود لها، فلا يجوز بأي حال من الأحوال مخالفته أو الاعتراض عليه مهما كانت الأسباب. تقول وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن الفيلم تجرأ على زعيم الثورة الإيرانية علي الخميني، ففي أحد مشاهد الفيلم يصور المخرج إحدى صور الخميني المعلّقة على الحائط، وقد أشعلت النيران من حولها، لتبدو وكأنها تلتهمه وتحرق شعار الجمهورية الإسلامية الإيرانية . قالت "فارس" نقلاً عن موقع "رجا نيوز" المقرّب من الرئيس أحمدي نجاد أن الفيلم أصبح حديث الساعة خلال الأيام القليلة الماضية، إذ أقدم صنّاع الفيلم على إهانة قائد الثورة الإسلامية بطريقة لم يسبق لها نظير. وأشارت الوكالة إلى أن عدم عرض الفيلم على الجمهور حتى هذه اللحظة في إيران قلل من رد الفعل العنيف حيال صنّاعه فمن المعروف في مجال الإخراج أن كل ما يظهر على الشاشة لم يظهر صدفة أو عبثا، بل لابد من أن يكون له معنى يريد المخرج أن يوصله إلى الجمهور، فدائماً ما يلجأ المخرجون إلى الإثار في العمل الفني. وتساءلت "فارس" قائلة : هل هذه الإساءة للجمهورية الإسلامية وقائد ثورتها من باب لفت أنظار الأجانب في مهرجان كان ونيل رضاءهم عن الفيلم ؟ . يأتي هذا في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات المعارضة بإنهاء الحكم الديني في إيران الذي ظل أكثر من 33 عاماً هي عمر الثورة الإسلامية الخمينية، إذ بدأت تنتشر ظاهرة الاعتداء على رجال الدين في الشوارع الإيرانية . المفارقة أن الواجهة العربية لوكالات الأنباء والصحف والقنوات الإيرانية تنشر الجانب المُشرق من الموضوع وتتباهى بأن الفيلم نال استحسان الغرب في عدد من المهرجانات الدولية، فعلى سبيل المثال كتبت قناة العالم "الإيرانية" عبر موقعها الإلكتروني تحت عنوان "الصحف الفرنسية تُشيد بالفيلم الإيراني "عائلة محترمة"، في حين أن الواجهة الفارسية تبرز الحقيقة كاملة وتظهر ما تحاول إيران إخفاءه فجميع وسائل الإعلام قالت أن الفيلم إهانة للخميني والثورة الإسلامية. وهذه لم تكن المرة الأولى التي تسلك فيها وسائل الإعلام الإيرانية هذا السلوك، ففي 2008 عندما شاركت الممثلة الإيرانية "جلشفته فراهاني" في الفيلم الأمريكي "جسد الأكاذيب" مع النجم الأمريكي "ليوناردو دي كابريو" بدون حجاب، تفاخرت وسائل الإعلام في قسمها العربي بنجاح الفيلم وتحقيقه جوائز عالمية، في حين أن الواجهة الفارسية نشرت أنباء عن منعها من السفر وأعربت عن إستاءها من ظهورها بدون حجاب في الفيلم. فيلم "عائلة محترمة" للمخرج الإيراني "مسعود بخشي" تم عرضه في مهرجان "كان" في دورته الأخيرة، كما عرض في مهرجان "أبو ظبي" ونال جائزة اللؤلؤة السوداء، يتناول الفيلم قصة بطل يعيش خلال نظامين سياسيَين إحداهما في ظل حكم الخميني والآخر في ظل حكم نجاد، ويسلط الضوء على القمع الذي يمارسه النظام على الشعب، كما يتناول قضايا الفساد داخل المجتمع الإيراني.