أصبحت الثورة الإسلامية في إيران فجأة في موقف دفاعي بعد أن وضعتها ممثلة شهيرة في موقف حرج عندما قامت بالتعري على طريقة علياء المهدي، لصالح فيلم فرنسي. فقد قامت جلشيفته فراهاني بالتعري لأجل عدة لقطات تظهر بها في فيلم فرنسي، ونشرت بعض من هذه الصور عبر موقعها الشخصي وصفحتها على فيس بوك، لتتباين ردود الأفعال حول الممثلة التي تحظى بشعبية جارفة في الجمهورية الإيرانية، على الرغم من سحب جواز سفرها الوطني وإقامتها بالخارج بسبب أفلامها المثيرة للجدل. وقد هاجمت وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" فراهاني، حيث ذكرت "أن من يترك بلاده ويلتحق بهوليوود لا نتوقع منه إلا تجاوز الأخلاقيات". وقال حامد الكناني - الخبير في الشأن الإيراني لموقع قناة "العربية " - إن إنتشار مثل هذه الصورة لممثلة إيرانية من مواليد حقبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن دل على شيء فإنه يدل على فشل سياسات إيران الثقافية والدينية، لا سيما وأنها ترعرعت في فترة الحكم الديني، ودخلت مدارس تخضع للتعليمات الدينية، وعاشت في مجتمع يتم فيه الفصل بين المرأة والرجل في الحافلات والمدارس والجامعات والمؤسسات العامة. وأضاف أنه مما لا شك فيه أن ما قامت به جلشيفته فراهاني سيثير غضب مسؤولي النظام الإيراني، لأنه كشف حقيقة ما يدور في المجتمع الإيراني، ويثبت فشلهم في بناء المجتمع المثالي الذي طالما وعدوا بإيجاده، ناهيك عن قمعهم للحريات السياسية والثقافية والاجتماعية. وأردف الكناني: "بعد أن تعرت علياء المهدي يبدو أن موجة التعري أصبحت الوسيلة الوحيدة للنساء الشرقيات للتخلص من التمييز الجنسي في ظل فقدان الوسائل الأخرى للتعبير عن هذا التمييز". واشتهرت جليشيفته فراهاني مع أول عمل سينمائي لها من خلال فيلم "شجرة الإجاص"، من إنتاج عام 1997 للمخرج الإيراني المعروف داريوش مهرجويي، وحصلت على جائزة فيلم "الفجر"، وهي لم تبلغ 14 ربيعاً من عمرها، كما خطفت جائزة أفضل ممثلة في ثلاث قارات في مهرجان نانت بفرنسا عن فلمها "البوتيك". وقد فضلت فراهاني الانتقال إلى المنفى بعد أن أثارت غضب وزارتي الإرشاد الإسلامي والأمن في إيران نتيجة تمثيلها في فيلم أمريكي بعنوان "حفنة كذب" عام 2007، حيث ظهرت في بعض اللقطات أمام ليوناردو دي كابريو بدون حجاب في فيلم "حفنة كذب"، ووقتها منعتها السلطات الإيرانية من الخروج من البلاد، لكن سمحت لها لاحقاً بالخروج والتوجه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية.