أصابت صور الممثلة الإيرانية الشهيرة جلشيفته فراهاني النصف عارية الأوساط الفنية والسياسية الإيرانية في داخل إيران وخارجها بالصدمة وجاءت ردود الأفعال متباينة حيالها وهذا ما ظهر من خلال التعليقات على صفحة الممثلة على الفيس بوك. وكانت جلشيفته فراهاني البالغة من العمر 28 عاماً قد مثلت في عدد من الأفلام الإيرانية الناجحة وتحظى بشعبية واسعة بين محبي الفن السابع في إيران. والممثلة عمرها أقل من عمر الثورة الإسلامية الإيرانية بثلاثة أعوام وقد فضلت الانتقال إلى المنفى بعد أن أثارت غضب وزارتي الإرشاد الإسلامي والأمن في إيران نتيجة تمثيلها في فيلم من إنتاج هوليوود فاختارت الإقامة في باريس عاصمة الفن في أوربا. وكتب صاحب أحد المدونات ويدعى ألفرد : أنا لا أؤيدها كما لا أرفض ما قامت به لأن هذا قرار شخصي ولكن أحيي شجاعتها فهي قامت بعمل مماثل للمدونة المصرية علياء ماجدة المهدي وذلك احتجاجاً على التمييز الجنسي والحجاب الإجباري. ويكتب معلق آخر: إن البشر يفضلون أن ينظروا إليه كإنسان ففي المجتمع يرتدي الناس ملابس فلا ينظرون إلى من يتعرى بأنه إنسان.. بل إنه حيوان.. يا ليتها كانت تحترم قيمنا وحضارتنا... وقال الخبير في الشأن الإيراني حامد الكناني : إن إنتشار مثل هذه الصورة لممثلة إيرانية من مواليد حقبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن دل على شيء فإنه يدل على فشل سياسات إيران الثقافية والدينية لا سيما وأنها ترعرعت في فترة الحكم الديني ودخلت مدارس تخضع للتعليمات الدينية وعاشت في مجتمع يتم فيه الفصل بين المرأة والرجل في الحافلات والمدارس والجامعات والمؤسسات العامة. وأردف قائلاً : إن الأسلوب الذي مارسه النظام في فرض الحجاب والفصل بين المرأة والرجل تسبب في نفور الكثير من الإيرانيات من التعاليم الدينية بالطريقة التي يطبقها نظام ولي الفقيه فبدلاً من ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة مارست الجمهورية الإسلامية الإيرانية سياسة العقوبات والعنف والاعتقال لنشر المبادئ الأخلاقية والمبادئ الدينية الأمر الذي دفع المجتمع الإيراني إلى الهروب من الدين. وأضاف أنه مما لا شك فيه أن ما قامت به جلشيفته فراهاني سيثير غضب مسؤولي النظام الإيراني لأنه كشف حقيقة ما يدور في المجتمع الإيراني ويثبت فشلهم في بناء المجتمع المثالي الذي طالما وعدوا بإيجاده ناهيك عن قمعهم للحريات السياسية والثقافية والاجتماعية. وأردف الكناني: بعد أن تعرت علياء المهدي يبدو أن موجة التعري أصبحت الوسيلة الوحيدة للنساء الشرقيات للتخلص من التمييز الجنسي في ظل فقدان الوسائل الأخرى للتعبير عن هذا التمييز. واشتهرت جليشيفته فراهاني مع أول عمل سينمائي لها من خلال فيلم شجرة الإجاص من إنتاج عام 1997 للمخرج الإيراني المعروف داريوش مهرجويي وحصلت على جائزة فيلم الفجر وهي لم تبلغ 14 ربيعاً من عمرها كما خطفت جائزة أفضل ممثلة في ثلاث قارات في مهرجان نانت بفرنسا عن فلمها البوتيك. وفي أعقاب الدور الذي أدته في فيلم حفنة كذب منعتها السلطات الإيرانية من الخروج من البلاد لكن سمحت لها لاحقاً بالخروج والتوجه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث نشرت صورها هناك إلى جانب ليوناردو ديكابريو وهي بدون حجاب الأمر الذي أثار ضجة في إيران. وحول فيلم حفنة كذب قالت جلشيفته في مقابلة لها بتاريخ 7 أكتوبر 2008 مع صحيفة ديلي نيوزالأمريكية إن هذا الفيلم جلب لي الكثير من المتاعب حيث سحبت السلطات جواز سفري واستدعتني وزارة الأمن مراراً. هذا وكتب موقع وكالة فارس للأنباء القريب من الحرس الثوري الإيراني تعليقاً بهذا الخصوص لا يصل لمستوى خطورة الحدث وجاء فيه : إن نشر الصور المستهجنة لجلشيفته فراهاني في فيلم فرنسي مبتذل على الإنترنت يظهر الوجه القبيح خلف كواليس السينما. وأضاف الموقع بسذاجة : إن جميع الممثلين المشاركين في هذا الفيلم لم يتعروا بالطريقة التي تعرت بها الممثلة الإيرانية. واستنتجت وكالة فارس للأنباء بعبقريتها المعهودة أن من يترك بلاده ويلتحق بهوليوود لا نتوقع منه إلا تجاوز الأخلاقيات. ونحن مع تحفظاتنا ضد موضوع العرى ولكننا نؤكد أن العنف لن يولد إلا عنفاً مماثل والتشدد الدينى لن يولد إلا تشدداً فى الإتجاه المعاكس له كما قال تعالى للرسول فى قرآنه الكريم : وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ...