توجهت لجنة الشئون الدينية الأسبوع الماضى لزيارة الإمام الأكبر فى أول زيارة من نوعها، والمفاجأة أن اللجنة التى ذهبت بكامل هيئتها للقاء شيخ الأزهر الشريف واستقبلها ومعه عدد من كبار قيادات المؤسسة الأزهرية، لم يصاحبها وكيل اللجنة مستشار رئيس الجمهورية الدكتور أسامة الأزهرى، وهو ما يؤكد ما انفردت «الصباح» بنشره وخاصة فى العدد 180 حين أكدت مصادرنا استياء الدكتور أحمد الطيب من الأزهرى تلميذ تلاميذه وأستاذ الحديث بجامعة الأزهر، والمفاجأة التى فجرناها من أن الأزهرى ممنوع من دخول مشيخة الأزهر، وأن تعليمات صدرت من مكتب الإمام الأكبر بعدم كتابة اسم الأزهر متبوعًا بصفة كونه مستشارًا لرئيس الجمهورية سواء فى مجلة الأزهر أو جريدة صوت الأزهر، وعدم الاستعانة بالأزهرى فى أى مؤتمر أو ندوة أو محاضرة تثقيفية فى أى من كليات جامعة الزهر خاصة كلية الدعوة الإسلامية. ما يزيد من تأكيد ما نشرته «الصباح» أن اللجنة النيابية ذهبت بكامل أعضائها إلا الأزهرى، حتى النائبة المسيحية أمانى عزيز عضو اللجنة حرصت على لقاء شيخ الأزهر مع الوفد البرلمانى برئاسة الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة فى حوار تعلق بالأساس حول كيفية تجديد الخطاب الدينى. الأزهرى من جانبه لم يذكر سببًا لتغيبه عن مشاركة اللجنة فى زيارتها للإمام الأكبر، فى الوقت الذى أكد فيه ل«الصباح» مصدر مسئول بمشيخة الأزهر أن السبب الرئيسى لغياب وكيل اللجنة يرجع إلى استمرار الأزهرى فى نهجه بعدم دعم الأزهر الشريف والجهود التى تبذلها المؤسسة الدينية الأعرق وعلى رأسها الإمام الأكبر من أجل تجديد الخطاب الدينى والتصدى للعنف والتطرف والإرهاب ووأد الفتن العقائدية والطائفية والمذهبية. وأضاف المصدر أن أسامة الأزهرى يستهين بتلك الجهود الذى تبذلها المؤسسة الأزهرية، وكرر ذلك فى أكثر من حوار أو تصريح بشكل مباشر أو بطريقة غير مباشرة، واستطرد المصدر أن الأزهرى بتغيبه يؤكد موقفه من رفضه لأى دور للأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء فى أعمال اللجنة، وحتى مشاريع القوانين المتعلقة بالقضايا الفقهية أو الشأن الدعوى، ويؤكد ما تواتر من أنه لا يقدر للأزهر دوره العالمى فى نبذ العنف والتطرف ونشر السلام المجتمعى، على الرغم من أن الإمام الأكبر هو من قام بمساندته وتزكيته لمؤسسة الرئاسة ليتم اختياره لما بات فيه من مناصب. وفيما يخص اجتماع لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب مع الإمام الأكبر وقيادات الأزهر الشريف قال الدكتور مؤمن متولى أمين عام الأزهر ل«الصباح أن اللجنة أعربت عن كامل دعمها وتأييدها للدور الوطنى الذى يقوم به الدكتور أحمد الطيب، كما أعلنت عن مشاركتها شيخ الجامع الأزهر وقيادات المؤسسة الأزهرية فى كل القضايا التى تخص الشأن الدينى. متولى شدد على أن اللجنة أكدت على أن أى مشروع قانون ستقوم اللجنة بالانتهاء من إعداده سوف يتم إرساله للعرض على شيخ الأزهر وأعضاء هيئة كبار العلماء لإبداء الرأى فيه، ومن ذلك مشروعها لقانون يقضى بتنظيم الفتاوى الدينية حتى لا تستمر الحال فى إفتاء غير المتخصصين، وهو ما يسبب البلبلة فى العقول ويثير الكثير من المشكلات. مؤمن متولى أضاف أن اللجنة أعلنت عن نيتها عقد اجتماعات شبه دورية بينها مع الإمام الأكبر أو من ينيبه من قيادات المشيخة لمناقشة القضايا الدينية المهمة، وقد اختار شيخ الأزهر بالفعل وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان ليكون ممثلًا للأزهر فى حال إذا ما دعته اللجنة لأى اجتماع، وأعرب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب عن ارتياحه لمشروع القانون الذى قدمه الدكتور عمر حمروش أمين سر اللجنة حول تنظيم الفتاوى الدينية.
